responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللمعة البيضاء المؤلف : التبريزي الأنصاري    الجزء : 1  صفحة : 877
وما كنت الذي اخالف أمرها ووصيتها إلي فيكما. فقال عمر: دع عنك هذه الهمهمة أنا أمضي إلى المقابر فأنبشها حتى اصلي عليها، فقال له علي (عليه السلام): والله لو ذهبت تروم من ذلك شيئا، وعلمت انك لا تصل إلى ذلك حتى يندر عنك الذي فيه عيناك، فإني كنت لا اعاملك إلا بالسيف قبل أن تصل إلى شئ من ذلك، فوقع بين علي (عليه السلام) وعمر كلام حتى تلاحيا واستبسلا [1]، واجتمع المهاجرون والأنصار فقالوا: والله ما نرضى بهذا أن يقال في ابن عم رسول الله وأخيه ووصيه، وكادت أن تقع فتنة، فتفرقا [2]. وروى المفيد عن محمد بن عمار بن ياسر انه قال: لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرضتها التي توفيت فيها وثقلت جاءها العباس بن عبد المطلب عائدا، فقيل له: إنها ثقيلة وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره وأرسل إلى علي (عليه السلام) فقال لرسوله: قل له: يا ابن أخ عمك يقرئك السلام ويقولك: لله قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرة عينه وعيني فاطمة ما هدني، واني لأظنها أولنا لحوقا برسول الله (صلى الله عليه وآله) يختار لها ويحبوها ويزلفها لربه، فإن كان من أمرها ما لا بد منه فاجمع - أنا لك الفداء - المهاجرين والأنصار حتى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها، وفي ذلك جمال للدين. فقال علي (عليه السلام) لرسوله وأنا حاضر عنده: أبلغ عمي السلام وقل: لا عدمت اشفاقك وتحيتك، وقد عرفت مشورتك ولرأيك فضله، ان فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم تزل مظلومة من حقها ممنوعة، وعن ميراثها مدفوعة، لم تحفظ فيها وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا رعي فيها حقه ولا حق الله عزوجل، وكفى بالله حاكما ومن الظالمين منتقما، وأنا أسألك يا عم أن

[1] المستبسل: الذي يوطن نفسه على الموت، واستبسل أي طرح نفسه في الحرب وهو يريد أن يقتل لا محالة، وفي العلل بدل استبسلا: استبا.
[2] علل الشرائع: 186 ح 2 باب 149، عنه البحار 43: 202 ح 31. (*)

اسم الکتاب : اللمعة البيضاء المؤلف : التبريزي الأنصاري    الجزء : 1  صفحة : 877
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست