اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 342
فقال له الشيخ لست أنشط الساعة للفتيا بتخطئة أحد و إنما
أجبتك عن شيء سألت عنه فإن كان صوابا و ضمن تخطئة إنسان فلا تستوحش من اتباع
الصواب و إن كان باطلا فتكلم على إبطاله فهو أولى من التشنيع بما لا يجدي نفعا.
مع أنه إن استعظمت تخطئة
من ذكرت فلا بد لك من تخطئة علي و العباس من قبل أنهما قد تأخرا عن بيعة أبي بكر و
لم يرضيا بتقدمه عليهما و لا عملا له و لا لصاحبه عملا و لا تقلدا لهما ولاية و لا
رآهما أبو بكر و عمر أهلا أن يشركاهما في شيء من أمورهما و خاصة ما صنعه عمر بن
الخطاب فإنه ذكر من يصلح للإمامة في الشورى و من يصلح للنظر في الاختيار فلم يذكر
العباس في إحدى الطائفتين و لما ذكر عليا ع عابه و وصفه بالدُّعَابة تارة و بالحرص
على الدنيا أخرى و أمر بقتله إن خالف عبد الرحمن بن عوف و جعل الحق في حيِّزِ عبد
الرحمن دونه و فضله عليه.
هذا و قد أخذ منه و من
العباس و من جميع بني هاشم الخمس الذي جعله الله تعالى لهم و أرغمهم فيه و حال
بينهم و بينه و جعله في السلاح و الكراع فإن كنت أيها الشيخ أيدك الله تنشط للطعن
على علي و العباس بخلافهما للشيخين و كراهتهما لإمارتهما و تأخرهما عن بيعتهما و
ترى من العقد فيهما ما سنه الشيخان من أمرهما من التأخير لهما عن شريف المنازل و
الغض منهما و الحط من أقدارهما فصر إلى ذلك فإنه الضلال بغير شبهة و إن كنت ترى
ولايتهما و التعظيم لهما و الاقتداء بهما فاسلك سبيلهما و لا تستوحش من تخطئة من
خالفهما و ليس هاهنا منزلة ثالثة.
فقال العباسي عند سماع
هذا الكلام اللهم أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 342