اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 340
في الأحكام و لا أن يكون غيره أعلم منه بشيء من الحكم فدل
بذلك على بطلان ما اعترض به الخصم و كشف عن وهنه على البيان و بالله التوفيق و
إياه نستهدي إلى سبيل الرشاد.
و أما التعلق من الخبر
بقوله و صدق أبو بكر في تعديله و إثبات الإمامة له فليس بصحيح لأنه قد يصدق من لا
يستحق الثواب و قد يحكم بالصدق في الخبر لمن يستحق العقاب فلا وجه لتعلقه بذلك مع
أن الخبر باطل لا يثبت بأدلة قد ذكرناها في مواضعها و الحمد لله
[فصل مناظرة الزيدي
بمسجد الكوفة في حال زيد]
(فصل) و حضر الشيخ أبو
عبد الله أيده الله بمسجد الكوفة فاجتمع إليه من أهلها و غيرهم أكثر من خمسمائة
إنسان فابتدر إليه رجل من الزيدية أراد الفتنة و الشناعة فقال بأي شيء استجزت
إنكار إمامة زيد بن علي.
فقال له الشيخ إنك قد
ظننت علي ظنا باطلا و قولي في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية فلا يجب أن يتصور
مذهبي في ذلك بالخلاف لهم.
فقال له الرجل و ما
مذهبك في إمامة زيد بن علي.
فقال له الشيخ أنا أثبت
من إمامة زيد ما تثبته الزيدية و أنفي عنه من ذلك ما تنفيه فأقول إن زيدا رحمة
الله عليه كان إماما في العلم و الزهد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أنفي
عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة و النص و المعجز و هذا ما لا يخالفني عليه أحد
من الزيدية حسبما قدمت.
فلم يتمالك جميع من حضر
من الزيدية أن شكروه و دعوا له و بطلت حيلة الرجل فيما أراد من التشنيع و الفتنة
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 340