responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 316

و قالوا ليس يجوز أن يكون إمام الزمان صبيا لم يبلغ الحلم.

فيقال لهم ما سوى الراجعة إلى الوقف كما قيل للواقفة دلوا بأي دليل شئتم على إمامة الرضا ع حتى نريكم بمثله إمامة أبي جعفر ع و بأي شي‌ء طعنتم به في نقل النص على أبي جعفر ع فإن الواقفة تطعن بمثله في نقل النص على أبي الحسن الرضا ع و لا فصل في ذلك.

على أن ما اشتبه عليهم من جهة سن أبي جعفر ع فإنه بين الفساد و ذلك أن كمال العقل لا يستنكر لحجج الله تعالى مع صغر السن قال الله سبحانه‌ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا[1] فَخَبَّرَ عن المسيح ع بالكلام في المهد و قال في قصة يحيى ع‌ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[2] و قد أجمع جمهور الشيعة مع سائر من خالفهم على أن رسول الله ص دعا عليا ع و هو صغير السن و لم يدع الصبيان غيره و بَاهَلَ بالحسن و الحسين ع و هما طفلان و لم ير مُبَاهِلٌ قبله و لا بعده بَاهَلَ بالأطفال و إذا كان الأمر على ما ذكرناه من تخصيص الله تعالى حججه على ما شرحناه بطل ما تعلق به هؤلاء القوم.

على أنهم إن أقروا بظهور المعجزات على الأئمة ع و خرق العادة لهم و فيهم بطل أصلهم الذي اعتمدوا عليه في إنكار إمامة أبي جعفر ع و إن أبوا ذلك و لحقوا بالمعتزلة في إنكار المعجز إلا على الأنبياء ع كلموا بما تكلم به إخوانهم من أهل النصب و الضلال و هذا المقدار يكفي بمشيئة الله في نقض ما اعتمدوه بما حكيناه‌


[1]- مريم/ 29- 30.

[2]- مريم/ 12.

اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست