اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 307
الأفطح.
[الرد على الناووسية]
قال الشيخ أيده الله
فأما الناووسية فقد ارتكبت في إنكارها وفاة أبي عبد الله ع ضربا من دفع الضرورة و
إنكار المشاهدة لأن العلم بوفاته كالعلم بوفاة أبيه من قبله و لا فرق بين هذه
الفرقة و بين الغلاة الدافعين لوفاة أمير المؤمنين ع و بين من أنكر مقتل الحسين ع
و دفع ذلك و ادعى أنه كان مشبها للقوم فكل شيء جعلوه فصلا بينهم و بين من ذكرناه
فهو دليل على بطلان ما ذهبوا إليه في حياة أبي عبد الله ع. و أما الخبر الذي
تعلقوا به فهو خبر واحد لا يوجب علما و لا عملا و لو رواه ألف إنسان و ألف ألف لما
جاز أن يجعل ظاهره حجة في دفع الضرورات و ارتكاب الجهالات بدفع المشاهدات على أنه
يقال لهم ما أنكرتم أن يكون هذا القول إنما صدر من أبي عبد الله ع عند توجهه إلى
العراق ليؤمنهم من موته في تلك الأحوال و يعرفهم رجوعه إليهم من العراق و يحذرهم
من قبول أقوال المرجفين به المؤدية إلى الفساد و لا يجب أن يكون ذلك مستغرقا لجميع
الأزمان و أن يكون على العموم في كل حال.
و يحتمل أن يكون أشار
إلى جماعة علم أنهم لا يبقون بعده و أنه يتأخر عنهم فقال من جاءكم من هؤلاء فقد
جاء في بعض الأسانيد من جاءكم منكم و في بعضها من جاءكم من أصحابي و هذا يقتضي
الخصوص.
و له وجه آخر و هو أنه
عنى بذلك كل الخلق سوى الإمام القائم بعده لأنه ليس يجوز أن يتولى غسل الإمام و
تكفينه و دفنه إلا الإمام القائم مقامه إلا أن تدعو ضرورة إلى غير ذلك فكأنه ع
أنبأهم بأنه لا ضرورة تمنع القائم من بعده عن تولي أمره بنفسه.
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 307