responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 246

[فصل في ذكر ما قاله أبو بكر بعد الخلافة]

(فصل) من كلام الشيخ أيده الله قال الشيخ قد أجمعت الأمة على أن أبا بكر قال بعد العقد له أقيلوني أقيلوني.

فاستقالهم الولاية و الإمرة عليهم و فهمنا ذلك و عرفناه و قد أجمعت الأمة على أن الناس دعوا عثمان إلى الخلع فأبى فحصروه لذلك و توعدوه بالقتل إن لم يخلع نفسه ليختاروا لأنفسهم من يرضوه فأبى إلا دفاعهم عن ذلك و احتج عليهم فيه بأن الله سبحانه قمصه الأمر فلا يحل له خلعه و قال لهم لا أخلع قميصا قمصنيه الله عز و جل.

فنظرنا في هذين الفعلين فوجدناهما مختلفين متضادين يوجب أحدهما إن كان صوابا خطأ فاعل ضده و إن كان خطأ صواب فاعل خلافه.

و ذلك أنه إن كان حل لأبي بكر أن يخلع نفسه من الإمامة مختارا و يدعو الناس إلى خلعه فقد حرم الله سبحانه على عثمان أن يمتنع من ذلك إذا أريد عليه و دعي إليه و أخيف و هدد بالقتل إن امتنع عليهم من ذلك فلما رأينا عثمان اختار القتل على الإجابة إلى الخلع علمنا أنه لم يختر ذلك إن كان متدينا به إلا أن الخلع أعظم من إظهار كلمة الشرك و صنع ضروب الفسق و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير لأن هذه كلها تحل عند الخوف على النفس و عثمان لم يستحل الخلع عند الخوف على نفسه فكان على مذهبه من أعظم الكبائر و أكبر ضروب الكفر و إذا كان أبو بكر قد استحله و دعا إليه بان أنه أتى كفرا على مذهب عثمان و أعظم من الكفر أو يكون استحلالة ذلك يدل على أن استسلام عثمان للقتل بدلا من الخلع أعظم ما يكون من الكفر لأن من امتنع من مباح بقتل نفسه كان مارقا عن الدين‌

اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست