اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني الجزء : 4 صفحة : 5
لم يشتهر به، هذا ما طفحت به المعاجم [1] في تحليل هذا اللقب على الخلاف الذي أوعزنا إليه في الإشارة، لكن الرجل بارع في جميع ما ذكر من العلوم ولعله هو المنشأ للاختلاف في التحليل.
أدبه و شعره :
إن المترجم قدوة في الأدب وأسوة في الشعر، حتى أن الرفاء السري الشاعر المفلق على تقدمه في فنون الشعر والأدب كان مغرى بنسخ ديوانه، وكان في طريقه يذهب، وعلى قالبه يضرب [2] ولشهرته بهذا الجانب قال بعضهم:
يا بـؤس مـن يمنى بدمع ساجم * يهمى على حجب الفؤاد الواجم [3]
دوّن شعره أبو بكر محمد بن عبد الله الحمدوني، ثم ألحق به زيادات أخذها من أبي الفرج ابن كشاجم.
وشعره كما تطفح عنه شواهد تضلعه في اللغة والحديث، وبراعته في فنون الأدب والكتاب والقريض، كذلك يقيم له وزنا في الغرائز الكريمة النفسية، ويمثله بملكاته الفاضلة كقوله:
شهـرت نـداي مناصب لي * فـي ذرى كسرى صريحه
وسجـية لـي في المكارم * إنـني فيـها شحـيحه
متحـيزا فيها معلى المجـ* ـد مجـتـنبا منيـحـه
ولقـد سنـنت من الكتابة * للـورى طـرقـا فسيحه
وفضضت من عذر المعاني * الغـر في اللغـة الفصيحه
وشفعـت مـأثور الرواية * بالبديـع مـن القـريحـه
ووصلـت ذاك بهـمـة * فـي المجد سائبة طموحه
[1] راجع شذرات الذهب ج 3 ص 37، والشيعة وفنون الاسلام ص 108.