responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 4  صفحة : 369

الملك العادل :

خلف الصالح ولده رزيك بن طلايع الملقب بالملك الناصر والعادل، ولي الوزارة بعد والده الصالح ستة عشر شهرا وعدة أيام وكان والده قد أوصاه بأن لا يتعرض شاور ولا يغير عليه حاله فإنه لا يأمن عصيانه والخروج عليه وكان كما أشار فإن العادل حسن له أهله عزل شاور واستعمال بعضهم مكانه وخوفوه منه إن أقره على عمله فأرسل إليه بالعزل فجمع جموعا كثيرة وسار بهم إلى القاهرة ودخلها يوم الأحد الثاني والعشرين من المحرم سنة 558 وهرب العادل بن الصالح وأهله من القاهرة ليلة العشرين من المحرم فأخذ وقتل وأخذ موضعه من الوزارة واستولى شاور على ديار مصر، ودفن العادل في تربة الملك الصالح وبها جماعة أخرى.

ترجمه الفقيه عمارة في كتابه [ النكت العصرية ] ص 53 وقال في ص 66: دخلت قاعة السر من دار الوزارة فيها طي بن شاور وضرغام وجماعة من الأمراء مثل عز الزمان، ومرتفع الظهير، ورأس رزيك بن الصالح بين أيديهم في طست فما هو إلا أن لمحته عيني ورددت كمي على وجهي ورجعت على عقبي، وما ملأت عيني من صورة الرأس وما من هؤلاء الجماعة الذين كان الرأس بين أيديهم إلا من مات قتيلا وقطعت رأسه عن جسده فأمر طي من ردني فقلت: والله ما أدخل حتى تغيب الرأس عن عيني.

فرفع الدست وقال لي ضرغام: لم رجعت ؟ قلت: بالأمس وهو سلطان الوقت الذي نتقلب في نعمته.

قال: لو ظفر رزيك بأمير الجيوش أو بنا ما أبقى علينا.

قلت: لا خير في شئ يؤول الأمر بصاحبه من الدست إلى الطست ثم خرجت وقلت:

أعزز علي أبا شجاع أن أرى * ذاك الجبـين مضـرجا بدمائه

ما قلبـته سـوى رجال قلبوا * أيـديهم مـن قبل في نعمائه

وللفقيه عمارة اليمني شعر كثير يمدح به الملك العادل رزيك بن طلايع ذكره في كتابه [ النكت العصرية ] وفي ديوانه، منه قصيدة أولها:

جاور بمجدك أنجم الجوزاء * وازدد عـلوا فوق كل علاء

وقصيدة أخرى مستهلها:

تبسم في ليـل الشباب مشيب * فأصبح برد الهم وهـو قشب

اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 4  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست