responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 4  صفحة : 308

فهـذا لكـم عاد يوم الحسين * فماذا القصور؟! وماذا الفتور؟!

فمـدوا الـذراع وحدوا القراع * فيـوم النـواصب منـكم عسير

35 وولـوا (ابن دمنة) أعماله * تبـور كـما المـكر منه يبور

فقـتلا بقـتل وثـكلا بثـكـل * ذروه تجـز عـلـيـه الشـعور

القصيدة

* (ما يتبع الشعر) *

هذه القصيدة نظمها شاعرنا المؤيد في فتنة بغداد الهائلة الواقعة سنة 443 يلفظ نفثات لوعته من تلكم الفظايع التي أحدثتها يد العداء المحتدم على أهل بيت الوحي وشيعتهم يوم شنت الغارة على مشهد الإمام الطاهر موسى بن جعفر ومشاهد أوليائه المدفونين في جوار أمنه وحرم قدسه.

قال ابن الأثير في الكامل 9: 215: وكان سبب هذه الفتنة أن أهل الكرخ شرعوا في عمل باب المساكين وأهل القلائين في عمل ما بقي من باب مسعود ففزع أهل الكرخ وعملوا أبراجا كتبوا عليها بالذهب: محمد وعلي خير البشر.

وأنكر السنة ذلك وادعوا: إن المكتوب محمد وعلي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر.

وأنكر أهل الكرخ الزيادة وقالوا: ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه على مساجدنا، فأرسل الخليفة القائم بأمر الله أبا تمام نقيب العباسيين، ونقيب العلويين وهو عدنان [1] ابن الرضي لكشف الحال وإنهائه فكتبا بتصديق قول الكرخيين فأمر حينئذ الخليفة ونواب الرحيم بكف القتال فلم يقلبوا، وانتدب ابن المذهب القاضي والزهيري وغيرهما من الحنابلة أصحاب عبد الصمد بحمل العامة على الاغراق في الفتنة، فأمسك نواب الملك الرحيم عن كفهم غيظا من رئيس الرؤساء [2] لميله إلى الحنابلة، و


[1] الشريف عدنان هو ابن الشريف الرضي المترجم في هذا الجزء صفحة 181 ولي النقابة بعد وفاة عمه الشريف المرتضى المترجم في هذا الجزء 264. واستمر إلى أن توفي ببغداد سنة 449.

[2] أبو القاسم ابن المسلمة علي بن الحسن بن أحمد وزير القائم بأمر الله مكث في الوزارة اثنتي عشرة سنة وشهرا، قتله البساسيري سنة 450. قال ابن كثير في تاريخه 12: 68: كان كثير الأذية للرافضة، ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح بعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم. مرتين. وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر. وأمر رئيس الرؤساء بقتل أبي عبد الله بن الجلاب شيخ الروافض لما كان تظاهر به من الرفض والغلو فيه فقتل على باب دكانه، وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره.

اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 4  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست