فسر ذلك عليا وقربه قال : وغضب مروان وقال : ما بالي لا أشترى كما اشتري عمرو ؟ ! فقال معاوية : إنما يشترى الرجال لك .
قال : فلما بلغ عليا ما صنع معاوية وعمرو قال :
يا عجـبـا لقد سمعـت منـكـرا * كذبا عـلى الله يشيـب الشعـر
يستـرق السـمع ويغشي البصرا * مـا كان يرضى أحمـد لو أخـبر
أن يـقرنوا وصيـه والأبـتـرا * شاني الرسول واللعين الأخزر[1]
كلاهمـا في جـنده قـد عـسكرا * قـد بـاع هـذا ديـنه فأفجـر
من ذا بـدنيا بـيعه قـد خـسرا * بملك مصـر إن أصـاب الظـفـر
إنـي إذا المـوت دنـا وحـضرا * شمرت ثـوبي ودعـوت قـنـبر
قـدم لـوائي لا تـؤخر حـذرا * لـن ينـفع الحـذار ممـا قدر
لمـا رأيـت الموت مـوتا أحمرا * عبأت همـدان وعـبوا حـمير
حـي يمان يعـظمون الخـطـرا * قرن إذا ناطـح قـرنا كـسـر
قـل لابن حـرب لا تـدب الحمرا * أرود قـليلا أبد منك الضجر[2]
لا تحـسبني يا بن حـرب عـمرا * وسل بنا بـدرا معـا وخـيـبر
كانت قـريش يـوم بـدر جـزرا * إذ وردوا الأمر فـذموا الصدر[3]
لو أن عـندي يـا بن حرب جعفرا * أو حمزة القـرم الهمام الأزهـر
رأت قـريش نجـم ليـل ظـهر
الإمامة والسياسة 1 ص 84، كتاب صفين لابن مزاحم ص 24، شرح ابن أبي الحديد 1 ص 138 .
20 - غانمة بنت غانم وعمرو :
بلغ غانمة بنت غانم سب معاوية وعمرو بن العاص بني هاشم وهي بمكة قالت :
[1] الخزر : ضيق العين . الخزرة بالضم : انقلاب الحدقة نحو اللحاظ وهو أقبح الحول .
[2] أدب الصبى : صيره . أرود في السير : رفق وتمهل . الضجر بفتح الفاء والعين . القلق من غم وضيق نفس .
[3] الجزرة . الشاة التي تذبح ج جزر . بالفتح وقد تكسر . الصدر، بالتحريك : رجوع المسافر من مقصده والشاربة من الورد .