اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 98
والحال أنّه بناءً على كونِ الحُسن والقبح عَقْليَّيْن إذا فَعَلَ اللهُ قبيحاً ـ
إفتراضَاً ـ يُسأَل ويُقال: لماذا فَعَلَ هذا الفِعْل؟
والجواب هو: إنّما لا يُسأَل الله عن فعله لاَنّه حكيمٌ، والحكيم لا
يصدر منه القبيحُ قط، ففعلهُ ملازمٌ للحكمة أبداً، ولهذا لايَبقى هناك ما
يَستدعي المساءلة والاِستفسار.
الاَصلُ السادسُ والاَربعون: تجلّيات العدل الاِلهي في مجالي التكوين والتقنين
إنّ للعَدل الاِلَهي في مجالات التكوين والتشريع والجزاء، مظاهر
مختلفة نبيّنها واحداً بعد آخر:
ألف : العَدلُ التكوينيّ: لقد أعطى الله تعالى لكلّ مخلوقٍ خَلَقَه، ما هو
لائقٌ به، ولازمٌ له، ولم تَغَبْ عنه القابليّاتُ عند الاِفاضة والاِيجاد
أبداً.
يقول القرآنُ الكريمُ في هذا الصدد: ( رَبُّنا الّذِي أعطى كلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ
ثُمَّ هَدى)[1].
ب : العدلُ التشريعيّ: لقد هدى اللهُ الاِنسانَ الّذي يمتلكُ قابليّة الرُشد
والتكامل، واكتساب الكمالات المعنويّة، بإرسال الاَنبياء، وتشريع
القوانين الدينيّة له. كما أنّه لم يُكلّف الاِنسان بما هوَ فوق طاقته، ووُسعه،
كما يقول: (إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعَدْلِ وَالاِِحْسانِ وإيْتاءِ ذِي القُرْبى ويَنْهى عَنِ