اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 38
وما شابه ذلك إنّما هو للحفاظ على الكرامة الاِنسانية (فرداً وجماعة).
وبهذا تتضح حكمة التشريعات الجزائية في الاِسلام أيضاً.
فالقرآن الكريم يعتبر القصاص ضماناً للحياة الاِنسانية إذ يقول:
(وَلكُمْ فِي القِصاصِ حياةٌ يا أُولي الاَلبابِ )[1].
يقول النبي الاَكرم محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: «إنّ المعصيةَ إذا عَمِلَ بها العبدُ لم
تَضرّ إلاّ عامِلَها، فإذا عَمِل بها علانيةً، ولم يُغَيّر أضرّت بالعامة».
ويضيف الاِمام جعفر الصادق بعد نقل هذا الحديث قائلاً: «ذلك أنّهُ
يُذلّ بعَملِه دينَ الله، وَيَقْتدي به أهلُ عَداوةِ اللهِ»[2].
الاَصلُ السادسُ والعشرون: لا إكراه في الدين
إنّ من مظاهر الحرية الفردية في الاِسلام هو أن لا يُجبرَ الشخصُ
على قبول الدين واعتناقه كما قال تعالى:
وذلك لاَن الدين المطلوب في الاِسلام هو الاعتقاد والاِيمان
القلبيّان وهما لا يتحقّقان في قلب الاِنسان بالعُنف والقهر، والقسر
والاِجبار، بل ينشئان بعد حصول مقدمات أهمها اتضاح الحق والباطل