اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 337
الظُهر فآخذ قبضةً من حصى في كفّي لِتبرُدَ حتى أسجدَ عليه من شِدّة
الحر.[1]
وتجنَّبَ أحد الصَّحابة عن تتريب جبهته عند السجود، فقال له
النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «ترّب وجهك»[2].
كما انّه إذا كان أحدٌ من الصحابة يسجد على كور العمامة أزاح
النبيُّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بيده عمامته عن جبهته.[3]
إنّ هذه الاَحاديث كلَّها تشَهد بأنّ وظيفة المسلمين في عصر
النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كانت في البداية هي السجودُ على الترابِ والحصى، ولم
يسجدوا على الفراش أو اللباس أو على طرف العمامة، ولكن النبيُّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ
أُبلغ عن طريق الوحي الاِلَهي فيما بعد أنّه يمكنه السجودُ على الحصير
والخُمرة أيضاً وثمت رواياتٌ عديدةٌ وكثيرةٌ تحكي عن سجود النبيّ
على الحصير والخُمرة.[4]
إنّ الشيعة الاِمامية كانوا لا يزالون مقيّدين بهذا الاَصل، فهم كانوا ولا
يزالون يسجُدون فقط على الاََرض، أو ما ينبتُ من الاَرض من غير
المأكول والملبُوس كالحصير المصنوع من سَعْف النَخْل، أو القَصَب،
ويرجع إصرارهم على السجود على التراب أو الحصى والصخر أو
[1] مسند أحمد: 3 | 327، حديث جابر، سنن البيهقي: 1 | 439. [2] كنز العمّال: 7 | 465، رقم الحديث 19810 . [3] راجع سنن البيهقي: 2 | 105 . [4] مسند أحمد : 6 | 179، 309، 331، 377، و 2 | 192 ـ 198 .
اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 337