اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 285
هذه التحيات وكل هذا السلام ولا يردّ عليها؟!!
2. إنّ النبيَ الاَكرم أَمَر ـ في معركة بدر ـ بأن تلقى أجسادُ المشركين
في بئر (قليب) ثم وَقَفَ يُخاطبهم قائلاً: لَقَد وَجَدْنا ما وَعَدنا ربُّنا حقاً،
فهل وَجَدتُم ما وَعَدَكم ربُّكم حَقاً؟
فقال أحدُ أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : يا رسولَ الله أتكلم الموتى؟!
فقالَ النبيُ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ :«ما أنْتُمْ بأسَمعَ مِنْهُمْ»[1].
3. لقد ذَهَبَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلى البقيع مراراً وقال مخاطباً أَرواح
الراقدين في القبور والاَجداث: «السَلامُ على أهلِ الدّيار مِن المؤمِنين
والمؤمِنات».
وفي رواية كان يقولُ: «السلامُ عليكمْ دارَ قومٍ مؤمِنين»[2].
4. روى البخاريُ في صحيحهِ أنّه لما تُوفّي النبيُ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ دخل أ بو
بكر حجرة عائشة ثم ذهبَ إلى حيث سُجِّيَ رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فكَشَفَ عن
وجهِ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وقَبَّلهُ ثم قال وهو يَبكي: بأَبي أنتَ يانبيَّ الله؛ لايجمعُ
اللهُ عليكَ موتَتَين أمّا الموتة الاَُولى التي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فقد متّها[3].
وإذا لم يكن لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حياةٌ برزخيّةٌ، ولم يكن بينه وبيننا أيُّ
ارتباط فكيف خاطَبَه أبو بكر قائِلاً: يا نبيّ الله؟!
[1] صحيح البخاري، ج 5، باب قتل أبي جهل؛ والسيرة النبويّة لابن هشام: 2 | 292 وغيره. [2] صحيح مسلم، ج 2، باب ما يقال عند دخول القبر. [3] صحيح البخاري ج 2 كتاب الجنائز ص 12؛ والسيرة النبويّة لابن هشام 4 | 305 ـ 306.
اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 285