اسم الکتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 144
القرآنُ أو المعجزةُ الخالدةُ
إنّ التاريخَ القاطعَ الثابتَ يشهد بأنّ رسول الاِسلام ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قَرَنَ دعوَته
بالاِتيان بمعاجز عديدة مختلفة، إلاّ أنّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان يؤكّد ـ من بين هذه
المعاجز ـ على واحدة منها، وهي في الحقيقة معجزته الخالدة، ألا وهي
«القرآن الكريم».
فإنّ نبيّ الاِسلام أعلن عن نبوّته ورسالته بالاِتيان بهذا الكتاب
السَّماويّ، وتحدّى الناسَ به، ودعاهم إلى الاِتيان بمثله إن استطاعوا،
ولكن لم يستطع أحدٌ ـ رغم هذا التحدِّي القرآنيّ القاطع ـ أنْ يأتي بمثله
في عَصر النبوّة.
واليوم وبعد مرور القرون العديدة لا يزال القرآنُ يتحدّى الجميع
ويقول: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِنسُ والجِنُّ على أنْ يَأْتوا بِمثْلِ هذَا القرآنِ لا
يَأتونَ بَمثلهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لبعضٍ ظهيراً)[1].
وفي موضع آخر يقول ـ وهو يقنع بأقلّ من ذلك ـ : (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْر
سُوَرٍ مِثلِهِ مُفْتَرَياتٍ)[2](فَأْتُوا بِسُورةٍ مِنْ مِثْلِهِ)[3].
إنّنا نعلمُ أنّ أعداء الاِسلام لم يألوا جُهداً طيلة (15) قرناً من بدء
ظهور الاِسلام من توجيه الضربات إليه، ولم يفتروا عن محاولة إلحاق