اسم الکتاب : الرسالة السعدية المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 0 صفحة : 17
كان من ازهد الناس و أتقاهم، و من زهده: ما حكاه السيّد حسين المجتهد، في رسالة «النفحات القدسيّة» عنه، انه (قدس سره) اوصى: بجميع صلاته و صيامه مدة عمره، و بالحج عنه مع انه كان قد حج» [10].
كما روي: «انه لمّا حج، اجتمع بابن تيمية في المسجد الحرام، فتذاكرا، فأعجب ابن تيمية بكلامه، فقال له: من تكون يا هذا؟ قال: الذي تسميه ابن المنجّس، و يريد بذلك: التعريض بابن تيمية، حيث سماه في «منهاج السنة»: بابن المنجس، فحصل بينهما انس و مباسطة [11].
و قال الصفدي: «كان ريّض الأخلاق حليما، قائما بالعلوم، حكيما، طار ذكره في الأقطار، و اقتحم الناس اليه المخاوف و الاخطار، و تخرج به أقوام، و تقدم في آخر أيّام خدابنده تقدما زاد حده، و فاض على الفرات مدّه» [12].
كما قال أبو محمد الحسن الصّدر: «لم يتفق في الدنيا مثله، لا في المتقدمين و لا في المتأخّرين، و خرج من عالي مجلس تدريسه خمسمائة مجتهد» [13].
سابعا: نهاية المطاف
نعم، كانت نهاية مطاف حياته (رحمه اللّه)، ان انتقل الى جوار ربّه ليلة السبت، حادي عشر المحرّم، سنة ستّ و عشرين و سبعمائة هجرية.