responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرجات الرفيعة فى طبقات الشيعة المؤلف : الشيرازي، السيد علي خان    الجزء : 1  صفحة : 7

و قربه و شفعه، فلبثوا بذلك حينا ثم كتب إلى عماله: ان الحديث فى عثمان قد كثر و فشى فى كل مصر و فى كل وجه و ناحية فاذا جاءكم كتابى هذا فادعوا الناس الى الرواية فى فضل الصحابة و الخلفاء الأولين و لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين فى أبى تراب إلا و اتونى بمناقض له فى الصحابة، فان هذا أحب الى و أقر لعينى و أدحض لحجة أبى تراب و شيعته، و أشد عليهم من مناقب عثمان و فضله فقرئت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة فى مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس فى رواية ما يجرى هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر و ألقى الى معلمى المكاتب؛ فعلموا صبيانهم و غلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه و تعلموه كما يتعلمون القرآن؛ و حتى علموه بناتهم و نساءهم و خدمهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء اللّه تعالى، ثم كتب الى عماله نسخة واحدة الى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان و اسقطوا عطاه و رزقه و شفع ذلك بنسخة اخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به و أهدموا داره. فلم يكن البلاء أشد و لا اكثر منه بالعراق و لا سيما بالكوفة، حتى ان الرجل من شيعة على «ع» ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقى اليه بسره و يخاف من خادمه و مملوكه و لا يحدثه حتى يأخذ عليه الإيمان الغليظة ليكتمن عليه، فظهر حديث كثير موضوع و بهتان منتشر، و مضى على ذلك الفقهاء القضاة و الولاة، و كان أعظم ذلك بلاء القراء المراءون و المستضعفون الذين يظهرون الخشوع و النسك فيفتعلون الاحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم و يقربوا مجالسهم و يصيبوا به الأموال و الضياع، حتى انتقلت تلك الأخبار و الأحاديث الى أيدى الديانين الذين لا يستحلون الكذب فقبلوها و رووها و هم يظنون أنها حق، و لو علموا أنها باطلة لما رووها و لا تدينوا بها.

و لم يزل كذلك حتى مات الحسين بن على «ع» فازداد البلاء و الفتنة؛ فلم يبق أحد من هذا القبيل الا خائف على دمه أو طريد فى الأرض. ثم تفاقم‌

اسم الکتاب : الدرجات الرفيعة فى طبقات الشيعة المؤلف : الشيرازي، السيد علي خان    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست