رأيت أم ذلك الفتى واقفة عليه فجعلت تبكى و تقبله ثم أنشأت تقول:

خزيمة بن ثابت ابن الفاكه بن ثعلبة الخطمى الانصارى ذو الشادتين‌

يكنى ابا عمارة و إنما قيل له ذو الشهادتين لأن رسول اللّه (ص) جعل شهادته كشهادة رجلين.

قال الزمخشرى فى ربيع الأبرار روى ان رسول اللّه استقضاه يهودى دينارا فقال رسول اللّه (ص) او لم أقضك فطلب البينة فقال لأصحابه ايكم يشهد لى فقال خزيمة انا يا رسول اللّه فقال و كيف تشهد بذلك و لم تحضره و لم تعلمه قال يا رسول اللّه نحن نصدقك على الوحى من السماء فكيف لا نصدقك على إنك قضيته فانفذ شهادته و سماه بذلك لأنه صير شهادته شهادة رجلين.

و روى ابن الجوزى فى كتاب الأذكياء قال أخبرنا ابن الحسين قال أخبرنا ابن المذهب قال أخبرنا احمد بن جعفر قال حدثنا عبد اللّه بن احمد قال حدثنى أبى قال اخبرنا أبو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهرى قال حدثنا عمارة بن خزيمة الأنصارى ان عمه حدثه ان النبى (ص) ابتاع فرسا من أعرابى فاستتبعه النبى ليقضيه ثمن فرسه فاسرع النبى (ص) المشى و أبطأ الأعرابى فطفق رجال يتعرضون للأعرابى فيساومون فى الفرس الذى ابتاعه النبى حتى زاد بعضهم الاعرابى فى السوم على ثمن الفرس الذى ابتاعه النبى (ص) فنادى الاعرابى النبى (ص)؟ فقال انى كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه و إلا بعته فقال النبى قد ابتعته منك قال لا فطفق الناس يلوذون بالنبى و الاعرابى و هما يتراجعان فطفق الأعرابى يقول هلم شاهدا يشهد انى قد بعتك فمن جاء من المسلمين قال للأعرابى ويلك ان النبى لم يكن ليقول إلا حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبى و مراجعة الأعرابى‌