responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرجات الرفيعة فى طبقات الشيعة المؤلف : الشيرازي، السيد علي خان    الجزء : 1  صفحة : 13

و لو ظننا اللّه عزّ و جل يعذرنا اذا قلنا: يا رب غاب أمرهم عنا فلم يكن لخوضنا فى امر قد غاب عنا معنى. لاعتمدنا على هذا العذر و واليناهم، و لكنا نخاف ان يقول سبحانه لنا: ان كان امرهم قد غاب عن ابصاركم فلم يغب عن قلوبكم و اسماعكم قد اتتكم به الأخبار الصحيحة التى بمثلها الزمتم انفسكم الإقرار بالنبى (ص) و موالاة من صدقه و معاداة من عصاه و جحده و امرتم بتدبر القرآن و ما جاء به الرسول فهلا حذرتم من ان تكونوا من اهل هذه الآية القائلين غدا ربنا انا اطعنا ساداتنا و كبراءنا فاضلونا السبيل. فاما لفظة اللعن فقد امر اللّه تعالى بها و أوجبها الا ترى الى قوله تعالى: أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ‌ فهو اخبار معناه الأمر كقوله: وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ. و قد لعن اللّه تعالى الغاصبين بقوله: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى‌ لِسانِ داوُدَ. و قوله‌ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً و قوله: مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا و قال اللّه لابليس: وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى‌ يَوْمِ الدِّينِ‌. و قال: إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً. فأما قول من يقول اى ثواب فى اللعن و ان اللّه تعالى لا يقول للمكلف لم لم تلعن بل قد يقول له لم لعنت و انه لو جعل مكان لعن اللّه فلانا اللهم اغفر لى لكان خيرا له و لو ان انسانا عاش عمره كله و لم يلعن ابليس لم يؤاخذ بذلك. فكلام جاهل لا يدرى ما يقول اللعن طاعة و يستحق عليها الثواب اذا فعلت على و وجهها؛ و هو ان يلعن مستحق اللعنة للّه و فى اللّه لا فى العصبية و الهوى؛ لأن الشرع قد ورد بها فى نفى الولد و نطق بها القرآن، و هو ان يقول الزوج فى الخامسة: ان لعنة اللّه عليه ان كان من الكاذبين. فلو لم يكن اللّه تعالى يريد ان يتلفظ عباده بهذه اللفظة، و انه قد تعبدهم بها لما جعلها من معالم الشرع، و لما كررها فى كثير من كتابه العزيز و لما قال فى حق القائل: و غضب اللّه عليه و لعنه و ليس المراد من قوله و لعنه الا الأمر لنا أن نلعنه؛ و لو لم يكن المراد ذلك لكان لنا ان نلعنه لأن اللّه تعالى قد لعنه‌

اسم الکتاب : الدرجات الرفيعة فى طبقات الشيعة المؤلف : الشيرازي، السيد علي خان    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست