اسم الکتاب : الدرجات الرفيعة فى طبقات الشيعة المؤلف : الشيرازي، السيد علي خان الجزء : 1 صفحة : 11
المقدمة الثانية [حكم
الصحابة]
حكم
الصحابة عندنا فى العدالة حكم غيرهم، و لا يتحتم الحكم بالأيمان و العدالة بمجرد
الصحبة و لا يحصل بها النجاة من عقاب النار و غضب الجبار الا ان يكون مع يقين
الايمان و خلوص الجنان، فمن علمنا عدالته و ايمانه و حفظه وصية رسول اللّه فى أهل
بيته، و انه مات على ذلك كسلمان و أبى ذر و عمار و اليناه و تقربنا الى اللّه
تعالى بحبه، و من علمنا انه انقلب على عقبه و اظهر العداوة لأهل البيت «ع» عاديناه
للّه تعالى و تبرأنا الى اللّه منه و نسكت عن المجهولة حاله، و قالت العامة و
الحشوية: الواجب الكف و الإمساك عن جميع الصحابة و عما شجر بينهم و اعتقاد الأيمان
و العدالة فيهم جميعا و حسن الظن بهم كلهم و قال أبو المعالى الجوينى منهم: ان
رسول اللّه (ص) نهى عن الكلام فيما شجر بين أصحابه و قال اياكم و ما شجر بين
أصحابى. و قال ادعو إلى أصحابى فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا لما بلغ مدى احدهم و
لا نصفه و قال أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم و قال:
خيركم
القرآن الذى أنا فيه ثم الذى يليه. و قد ورد فى القرن الثناء على الصحابة و على
التابعين. و قال رسول اللّه (ص): و ما يدريك لعل اللّه اطلع على أهل بدر فقال
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
و
قد روى عن الحسن البصرى انه ذكر عنده الجمل و صفين فقال: تلك دماء طهر اللّه منها
أسيافنا فلا نلطخ بها ألسنتنا. ثم ان تلك الأحوال قد غابت عنا و بعدت أخبارها على
حقايقها فلا يليق بنا ان نخوض فيها، و لو كان واحد من هؤلاء قد اخطأ لوجب ان يحفظ
رسول اللّه (ص) فيه فمن المروة ان يحفظ رسول اللّه (ص) فى عايشة زوجته؛ و فى
الزبير بن عمه؛ و فى طلحة الذى وقاه بيده، ثم ما الذى ألزمنا و أوجب علينا ان نلعن
احدا من المسلمين أو نبرأ منه
اسم الکتاب : الدرجات الرفيعة فى طبقات الشيعة المؤلف : الشيرازي، السيد علي خان الجزء : 1 صفحة : 11