responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخرائج و الجرائح المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 1  صفحة : 4

كما قيل للأنبياء في مختلف العصور: «فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ».

و منه قال تعالى: (و سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).

و قال: فَانْظُرْ إِلى‌ آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ: (الماء) كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى‌

أقول: صفوة الآيات الباهرات في بيان هذا الغيب «المعاد الجسماني في النشأة الآخرة» أن اللّه الذي خلق السماوات و الأرض و ما بينهما من الشمس و القمر و ...

أرسل الرياح، ثمّ أنزل من السماء ماء، فأحيا به الأرض بعد موتها، بإخراج زرعها و نباتها و شجرها، فأخرج منها حبا و فواكه مختلفا ألوانها، متشابها و غير متشابه.

فانظر كيف يقلب اللّه الحب نباتا خضرا، لا ترى فيه حبا، ثمّ يخرج منه حبا متراكما مثله فهو قادر على أن يعيد الموتى مرة اخرى من الأرض أحياء، و يجمعهم ليوم الجمع لا ريب فيه.

و أنت ترى اليوم نظير ذلك في أكمل الصناعات البديعة كالاجهزة الكامبيوترية و التلفزيونية كيف يصور في محطاتها المركزية شي‌ء مرئى و مسموع، ثمّ يحول الى قوى و أمواج لا ترى و لا تسمع، ثمّ يحول ثانيا، فيعود كصورته الأولى جريا على استخدام القوى المقدرة في طبائعها.

و بالجملة: هذان المثلان الطبيعي و الصناعى لا يخرقان نواميس الطبيعة بما فيها من القوى و الأسباب، بل هما آيتان، و اعجاز من الخالق لدفع استعجاب هؤلاء الذين يقولون:

أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ‌ خلقا جديدا؟! أَ وَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ؟! أو من قال: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ؟!

بلى! فى النشأة الآخرة خلق جديد بمثل الخلق الأوّل‌

«قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ...

أَ وَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى‌ أَنْ «يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ»[1] بَلى‌، وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ، و ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (و قال:) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَ ما لا تُبْصِرُونَ، إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ، إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‌ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ. فَيَكُونُ.

عناوين المقدّمة

التعريف بالمؤلّف 4

موطنه 4

اسرته 4

أولاده و أحفاده 5

مكانته العلمية و الاجتماعية 5

أساتذته و مشايخه 6

وفاته و مدفنه 7

آثاره 8

كتاب الخرائج و الجرائح 8

الوجه في تسمية الكتاب 11

أهمية الكتاب، و الاعتماد عليه 11

منتخب الخرائج 11

ترجمة الخرائج و الجرائح 12

التعريف بنسخ الكتاب 12

منهج التحقيق 13

تقدير و عرفان 14

التعريف بالمؤلّف‌

هو فقيه الشيعة و حامي الشريعة، الثقة الخبير، العالم الكبير، الشاعر المتكلّم البصير المعلّم المحدّث المفسّر، العلامة المتبحّر، شيخ الشيوخ أبو الحسين «سعيد بن عبد اللّه بن الحسين بن هبة اللّه بن الحسن» المشهور به‌

«قطب الدين الراونديّ»

موطنه‌

لقّب ب «الراونديّ» نسبة إلى «راوند» و هو اسم اطلق على ثلاثة مواضع، هي:

- بليدة بقرب كاشان، و ما زالت تعرف إلى الآن بهذا الاسم.

- ناحية بظاهر نيسابور.

- مدينة قديمة بالموصل، بناها راوند الأكبر بن بيوراسف الضحّاك.

قيل أصلها «راهاوند» أي الخير المضاعف‌[2].

قال شيخنا البهائي: الظاهر أنّه منسوب إلى راوند، قرية من قرى كاشان‌[3].

و قال الميرزا الأفندي: يمكن أن يكون القطب- هذا- من ناحية نيسابور أيضا[4].

اسرته‌

كان رضوان اللّه عليه ينتمي إلى اسرة علمية كبيرة، لها مقام اجتماعي جليل و منزلة علميّة مرموقة، بيد أنّها لم تكتسب تلك الشهرة التي تليق بها إلّا بعد نبوغ القطب الراونديّ، حيث لم تسلّط الأضواء على أصول هذه الاسرة سوى وجيزة إجمالية أفادنا بها الميرزا عبد اللّه الأفندي:

«كان والده و جدّه أيضا من العلماء»[5].


[1] و قد حبانا اللّه بكرامة سنة 1407 ه، ق في ذكرى ولادة سيدنا و مولانا الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدّسة، يومها كنا في مجلس يضم الكثير من الفضلاء و الأخيار متقربين إلى اللّه بالتوسل الى عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام بذكر جدته فاطمة عليها السلام بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، اذ قرئ ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام:

« و اللّه لقد حنت، و أنت، و مدت يديها، و ضمتهما الى صدرها مليا ...»

فتجلى نور بهى، و فاحت رائحة طيبة حتّى أحس بهما الجميع.

و الحق يقال: ما وجدنا مثلهما قبل اليوم. فالخالق الذي يخلق لنا مثل رائحة حنوط فاطمة عليها السلام، المخصص لها من الجنة، و قد مضى على شهادتها ما يقارب من( 14) قرن، قادر على إعادة خلق ما قد بلى، و أصبح رميما، فتبارك اللّه أحسن الخالقين.

[2] راجع معجم البلدان: 3/ 19، مراصد الاطلاع: 2/ 598، و وفيات الأعيان: 1/ 94.

[3] ( 2 و 3) رياض العلماء: 2/ 420.

[4] ( 2 و 3) رياض العلماء: 2/ 420.

[5] رياض العلماء: 2/ 430.

اسم الکتاب : الخرائج و الجرائح المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست