وَ رَفْعُ الطُّورِ وَ الْمَنُّ وَ السَّلْوَى آيَةً وَاحِدَةً وَ فَلْقُ الْبَحْرِ قَالُوا صَدَقْتَ فَمَا أُعْطِيَ نَبِيُّكُمْ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي نَفَتِ الشَّكَّ عَنْ قُلُوبِ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قُلْتُ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ أَعُدُّهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاسْمَعُوا وَ عُوا وَ افْقَهُوا أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَأَنْتُمْ تَدْرُونَ بِأَنَّ الْجِنَّ كَانَتْ تَسْتَرِقُ السَّمْعَ قَبْلَ مَبْعَثِهِ فَمُنِعَتْ فِي أَوَانِ رِسَالَتِهِ بِالرُّجُومِ وَ انْقِضَاضِ النُّجُومِ وَ بُطْلَانِ السَّحَرَةِ وَ الْكَهَنَةِ وَ مِنْ ذَلِكَ كَلَامُ الذِّئْبِ بِخَبَرِ نُبُوَّتِهِ وَ إِجْمَاعُ الْعَدُوِّ وَ الصَّدِيقِ عَلَى صِدْقِ لَهْجَتِهِ وَ صِدْقِ أَمَانَتِهِ وَ عَدَمِ جَهْلِهِ أَيَّامَ طُفُولِيَّتِهِ وَ حِينَ أَيْفَعَ وَ فَتًى وَ كَهْلًا لَا يُعْرَفُ لَهُ شَكْلٌ وَ لَا يُوَازِنُهُ مِثْلٌ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ دَعَا عَلَى مُضَرَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِينَ يُوسُفَ فَأَصَابَهُمْ سِنُونَ وَ عَدَّ مُعْجِزَاتٍ كَثِيرَةً[1].
192- وَ مِنْهَا:
مَا رَوَى عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَضِيَّةِ[2] حِينَ رَدَّ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ ص وَ مَنْ مَعَهُ وَ دَافَعُوهُ عَنِ الْمَسْجِدِ أَنْ يَدْخُلُوهُ فَهَادَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَاباً قَالَ عَلِيٌّ فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي كَتَبْتُ فَكَتَبْتُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابٌ بَيْنَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَيْنَ قُرَيْشٍ فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو لَوْ أَقْرَرْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يُنَازِعْكَ أَحَدٌ فَقُلْتُ بَلْ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنْفُكَ رَاغِمٌ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ اكْتُبْ لَهُ مَا أَرَادَ سَتُعْطَى يَا عَلِيُّ بَعْدِي مِثْلَهَا قَالَ ع فَلَمَّا كَتَبْتُ الصُّلْحَ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ فَكَتَبْتُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ بَيْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
[1] رواه في قرب الإسناد: 132، عنه البحار: 17/ 225 ح 1، و اثبات الهداة: 1/ 457 ح 70.
و رواه المصنّف في قصص الأنبياء: 309 مختصرا.
[2] أي قضية الهدنة في الحديبية.