responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 80

دخل ابن ام كلثوم وهو أعمى على النبي صلى الله عليه وآله فقال لها قبل دخوله ادخلي الخباء يا عائشة فاستتري به من هذا الرجل فقالت يا رسول الله انه أعمى ولن يرانى فقال صلى الله عليه وآله إن لم يراك فانك ترينه [١].

وقال سبحانه فيما أدب به أصحاب نبيه : (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناءه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) [٢].

فبين الله عز إسمه أن خطاب المؤمنين من أصحابه لازواج نبيه يؤذيه وان الانبساط لهن يشق عليه ويؤلمه وصانهن لصيانته واحتراسه فنهى أن يأنس بهن أحد أو يسألهن متاعا إلا من وراء حجاب ونهى عن اللبث في بيته بعد نيل الحاجة من طعامه وغير ذلك لئلا يطول مقامهم فيه فتأنس أزواجه بهم أو يأنسون بكلامهن فكيف هذا يوافق لما فعلته المرأة من مخالطتها للقوم ومسافرتها معهم وإطالة النجوى لهم وكونها بمحمل من لا يحتشم في خطاب ولا كلام ولا أمر


[١] مثل هذا الحديث ما رواه الخازن في تفسيره (ج ٥ ص ٥٧) والبغوى في تفسيره بهامشه كلاهما عن الترمذي وأبى داود عن ام سلمة قالت : كنت وميمونة بنت الحرث إذا أقبل ابن ام كلثوم فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك بعد ما نزل الامر بالحجاب فقال رسول الله احتجبا منه فقلنا انه أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا فقال صلى الله عليه وآله أفعمياوتان أنتما ألستما تبصرانه.

[٢] سورة الاحزاب : ٥٣.

اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست