responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 27

قال وكذلك قولي في الفريق الآخر ، أقول ان عايشة وطلحة والزبير ان كانوا قصدوا بقتالهم علي بن أبى طالب (ع) وأصحابه منعه من الاستبداد بالامر من دون رضى العلماء به ، وأرادوا الطلب بدم عثمان والاقتصاص له من ظالميه برد الامر شورى ليختار المسلمون من يرون فهم بذلك هداة أبرار مستحقون للثواب وان كانوا أرادوا بذلك الدنيا والعصبية والافساد في الامر وتولى الامر بغير رضى العلماء فهم بذلك ضلال مستحقون اللعنة والخلود في النار غير انه لا دليل لي على أعراضهم فيه ولا حجة تظهر في معناه من أعمالهم ولذلك وقف فيهم كما وقفت في علي وأصحابه كما بينت. وان كان طلحة والزبير أحسن حالا من علي فيما أتاه.

وقال هشام القوطي وصاحبه عباد بن سليمان الصيمري ، وهذان الرجلان من أئمة المعتزلة أيضا ان عليا وطلحة والزبير وعائشة في جماعة من أتباع الفريقين كانوا على حق وهدى وصواب وكان الباقون من أصحابهم على ضلال وبوار وذلك ان عائشة وطلحة والزبير انما خرجوا إلى البصرة لينظروا في دم عثمان ويأخذوا بثاره من ظالميه وأرادوا بذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلبوا بوجه الله وخرج علي بن أبى طالب ليتفق معهم على الرأي والتدبير في مصالح الاسلام وأهله وكف السعي في الفتنة ومنع العامة مما ليس إليهم بل هو إلى وجوه العلماء وليقع التراضي بينهم على انصاف واجتهاد في طلب الحق والاجتماع على الراي فلما ترائى الجمعان تسرع غوغاؤهم إلى القتال فانتشبت الحرب بينهم على غير اختيار من القادة والرؤساء وخرج الامر عن ايديهم في تلافى ذلك فكان من الاتباع الفتنة وسفك الدماء ما لم يؤثره علي وطلحة والزبير وعائشة ووجوه اصحابهم من الفضلاء فهلك بذلك الاتباع ونجا الرؤساء وهذا يشبه ما قدمنا حكايته عن بعض العامة من وجه يخالفه

اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست