responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 116

جرت بينهما أنا أبسط منك لسانا وأحد سنانا قال عليه السلام اسكت يا فاسق فأنزل الله تعالى هذه الآية : (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) [١] وبعد فلو كانت الادراع والنجائب التي قبضها أمير المؤمنين (ع) بعد قتل عثمان ملكا له ، لكان اولاده وأزواجه أحق بها من الوليد وكان ارتباط علي (ع) ليوصلها إلى ورثته أولى من تسليمها للوليد وأمثاله من بني امية الذين ليس لهم من تركة عثمان نصيب على حال فكيف وقد ذكر الناس في هذه الادراع والنجائب انها من الفيئ الذى يستحقه المسلمو فغلب عليها عثمان واصطفاها لنفسه فلما بايع الناس عليا انتزعها (ع) من موضعها ليجعلها في مستحقيها فما في ذلك من تهمة بقتل عثمان لولا العمى والخذلان. واما شعر حسان ابن ثابت وما تضمنه من التعريض على أمير المؤمنين (ع) :

وليت شعرى فليت الطير تخبرني

ما كان بين علي وابن عفانا

ليسمعن وشيكا في ديارهم

الله اكبر يا ثارات عثمانا

فهو لعمري قذف بدم عثمان فلم يكن قوله حجة لنصغي إليه ولا كان عدلا فتقبل شهادته وقد نص التنزيل على رد شهادته فقال الله عزل وجل : (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا منهم شهادة أبدا اولئك هعم الفاسقون)

ولا خلاف ان حسان كان ممن قذف عائشة وجلده النبي صلى الله عليه وآله على قذفه وإذا كان القرآن حاصرا على المسلمين قبول شهادة الفاسقين فوجب رد شهادة حسان وان لا يقبل منه على حال مع انه لا خلاف بين أهل العراق من ان القاذف مردود الشهادة وان تاب فعلى قول


[١] انظر الدر المنثور للسيوطي (ج ٤ ـ ص ١٧٨) وتفسير الخازن (ج ٣ ـ ص ٢٧٠) والاغانى (ج ٤ ـ ص ١٨٥) وابن أبي الحديد (ج ٢ ـ ص ١٠٣).

اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست