responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 109

قتل عثمان بمحن عظيمة وذلك ان جميع من نصب له الحرب جعل الحجة عليه في دعواه عليه قتل عثمان ، قال وظاهر الحال يوهم ذلك عليه لانه كان مباينا له في الاحوال والاوقات وهاجرا له في زمان وايام وكان المنكرون على عثمان من اهل مصر والعراق يلجأون إليه في السفارة بينه وبين عثمان وكان (ع) فيهم مسموع القول مطاعا معظما مأمونا ثم قعد عن نصرته وتقلد الامر من بعده واستنصر على محاربيه بقتله فلم يشك القوم انه قاتله قال وواحدة من هذه الخصال تريب فكيف بجميعها ثم قال : وقد علم الناس قد يكون في هذا المصر الذي يتولاه اميرا ووزيرا وعاملا من يوصل مثل عمله ويصلح لمثل رتبته ويمد عنقه إلى مثل ولايته ولا يتفق له من مراده من ذلك ويقصده الناظر بما يمنعه من صرفه والتدبر في عزله فيلزم بيته ويقصر مراعاته خوفا من بيعته في عزله وتولى مقامه فيموت حتف أنفه فلا يشك الناس انه دس إليه من قتله ولو قتل ذلك الانسان ذو غر لغرض لضره أو لطلب ماله لقطعوا ان أمير البلدة وضعه على ذلك ودبر الامر فيه عليه وقد يجلس السلطان بعض الرعية لشئ يجده في نفسه عليه فيموت في الحبس حتف انفه فيحلف خلق من الناس بالله انه تقدم فخنقه ولا يشك الجمهور انه واطأ على دمه ولو اقسم السلطان بالله اقساما أكدها على البرائة من دمه لجعلوا ذلك شبهة فيما ادعوه عليه من قتله ، ثم قال هذا الرجل اعني الجاحظ ان اقوال علي في عثمان انما اختلفت وتناقضت ـ بزعمه ـ لانه كان محتاجا إلى التبرئ من دمه لكف اهل البصرة واهل الشام عنه بذلك وكان محتاجا إلى إضافة دم عثمان إليه لاستصلاح رعيته وارتباطهم لنصرته وليس الامر كما زعمه الجاحظ ولا القصد فيه كما توهمها وانما حمل الجاحظ حال أمير المؤمنين (ع) في ما زعمه على احوال أهل الدنيا ومن لا دين له ولا يقين ولا تقوى من يصنع ما يصنع

اسم الکتاب : الجمل المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست