اسم الکتاب : الثاقب في المناقب المؤلف : ابن حمزة الطوسي الجزء : 1 صفحة : 112
الله (ص) بخيمة
أمّ معبد ، توضّأ للصلاة ، ومجّ ماءً في فيه على عوسجة يابسة ، فاخضرّت وأنارت [١] ، وظهر لي خضر ورقها ، وحسن حملها ، وكنا نتبارك بها ، ونستشفي بها للمرضى.
فلمّا توفي رسول
الله (ص) ذهبت بهجتها ونضارتها.
فلمّا قتل أمير
المؤمنين عليهالسلام انقطع ثمرها.
فلمّا كان بعد
مدّة طويلة أصبحنا يوما وإذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط ، وورقها ذابل يقطر
منه مثل ماء اللحم ، فعلمنا أنه حدث حدثٌ عظيم ، فبتنا ليلتنا مهمومين فزعين نتوقع
الداهية.
فلمّا أظلم الليل
علينا سمعنا بكاءً وعويلاً من تحتها ووجبة شديدة وضجّة ورجّة ، وصوت باكية تقول :
يا ابن النبيّ ، يا ابن الوصيّ ، ويا ابن البتول ، ويا بقيّة السادة الأكرمين. ثمّ
كثرت الرنّات والأصوات ، ولم أفهم كثيراً ممّا يقولون ، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين
عليهالسلام ، ويبست الشجرة ، وجفّت ، وذهب أثرها.
١٠٨ / ١١ ـ وعن
عروة بن أبي الجعد البارقيّ ، قال : قدم جلب [٢] فأعطاني النبيّ (ص)
ديناراً وقال : « اشتر بها شاة » فاشتريت شاتين بدينار ، فلحقني رجل ، فبعت
إحداهما منه بديا نار ، ثمّ أتيت النبيّ (ص) بشاة ودينار ، فردّه عليَّ وقال : «
بارك الله لك في صفقة يمينك » ولقد كنت أقوم [ بعد ذلك ] بالكناسة ـ أو قال
بالكوفة ـ فأربح في اليوم أربعين ألفاً.
[١] أنارت : أي أخرجت النور ،
وهو الورد الأبيض. « لسان العرب ـ نور ـ ٥ : ٢٤٣ ».
[١١] مسند أحمد بن
حنبل ٤ : ٣٧٦ ، سنن الدار قطني ٣ : ١٠ / ٢٩ ، سنن الترمذي ٣ : ٥٥٩ / ١٢٥٨.
[٢] جلب : أي ما يجلب من
البضاعة من بلد إلى بلد « لسان العرب ـ جلب ـ ١ : ٢٦٨ ».
اسم الکتاب : الثاقب في المناقب المؤلف : ابن حمزة الطوسي الجزء : 1 صفحة : 112