اسم الکتاب : التّوحيد المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 128
سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إن الله عزوجل لا يوصف. قال :
وقال زرارة : قال أبو جعفر عليهالسلام
: إن الله عزوجل لا يوصف [١]
وكيف يوصف وقد قال في كتابه : (وما قدروا
الله حق قدره)[٢]
فلا يوصف بقدرة إلا كان أعظم من ذلك.
٧ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد رحمهالله قال : حدثنا
محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن
الحسين ابن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
يقول : قال أبي عليهالسلام
: إن محمد بن علي ابن الحنفية كان رجلا رابط الجاش ـ وأشار بيده ـ وكان يطوف
بالبيت فاستقبله الحجاج ، فقال : قد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك ، قال له محمد :
كلا ، إن الله تبارك اسمه في خلقه كل يوم ثلاثمائة لحظة أو لمحة ، فلعل إحداهن
تكفك عني [٣].
٨ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمهالله ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد ابن
علي الصيرفي ، عن علي بن حماد ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي ـ عبد الله عليهالسلام ، قال : إن الله تبارك وتعالى لا تقدر
قدرته ، ولا يقدر العباد على صفته ولا يبلغون كنه علمه ولا مبلغ عظمته ، وليس شيء
غيره ، هو نور ليس فيه ظلمة وصدق ليس فيه كذب ، وعدل ليس فيه جور ، وحق ليس فيه
باطل ، كذلك لم
[١] في البحار باب
القدرة والإرادة : ( لا يوصف بعجز ) والظاهر أنه الصحيح.
[٣] ابن الحنفية
بالنصب وصف لمحمد لا لعلي عليهالسلام
، والجأش بمعنى القلب أي مطمئن القلب ساكنة عند الواردات لشجاعته فكأنه ربط قلبه
بركن شديد ، وقوله : ( أشار بيده ) جملة معترضة ، وضمير أشار يرجع إلى أبي أي وقال
أبو عبد الله عليهالسلام
وأشار أبي بيده إلى موضع الطواف حين نقل هذه الحكاية لأنها وقعت هناك ، هذا إذا
حكى عليهالسلام هذه الواقعة
في المسجد الحرام ، أو أشار بيده إلى قلبه فإن الإنسان إذا أراد يصف عضوا من غيره
يشير إلى ذلك العضو من نفسه.
اسم الکتاب : التّوحيد المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 128