اسم الکتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 1 صفحة : 29
ضاربا ما يقوله الغالية في تعليل بعض الأخبار عرض الجدار، انظر إلى قوله:
فأما تحريم السمك الجري و ما أشبهه فغير ممتنع، لشيء يتعلق بالمفسدة في تناوله كما نقول في سائر المحرمات، فأما القول بأن الجري نطق بأنه مسخ بجحده الولاية [1]، فهو مما يضحك منه و يتعجب من قائله و الملتفت إلى مثله [1].
براعته في المناظرة و علم الكلام:
كان الشريف المرتضى- رضي الله عنه- خليفة أستاذه العلامة الشيخ المفيد في علم الكلام و فن المناظرة، و كان مجلسه كمجلس شيخه المفيد يحضره أقطاب العلماء من كافة المذاهب، بل و سائر الملل، و قد مر عليك دراسة اليهودي عليه و كثرة اختلاف الصابي و تردده إليه و ما قاله ابن الجوزي في أول الترجمة بأن المرتضى كان يناظر عنده في كل المذاهب، و هذا يدل على فضل اطلاعه على فوارق المذاهب و مواد الخلاف فيما بينهم. و هو مع ذلك كان محترما لدى جميعهم، معظما عندهم، إلا عند حساده و مناوئيه. «فقد ذكر عن الشيخ أبي جعفر محمد بن يحيى بن مبارك بن مقبل (كذا و لعله معقل) الغساني الحمصي أنه قال: ما رأيت رجلا من العامة إلا و هو يثني عليه، و ما رأيت من يبخسه حقه، و ما رأيت إلا من يزعم أنه من طائفته» [2].
و قال عنه الصفدي في الوافي بالوفيات: إنه كان فاضلا ماهرا، أديبا متكلما، له مصنفات على مذهب الشيعة، قال الخطيب (يعنى البغدادي): كتبت عنه و كان رأسا في الاعتزال، كثير الاطلاع و الجدال [3].
و قال الثعالبي صاحب يتيمة الدهر: و قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد و الشرف و العلم و الأدب، و الفضل و الكرم. [4].
[1] يريد بالولاية: ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و هو يرد و يسخف تحريفات الغالية من الشيعة في قولهم: إن الجري ممن عرضت عليه الولاية فجحدها، و هذا مما يضحك حقا.