responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الألفية والنفلية المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 27


يحكي لنا صاحب الروضات شهادة شيخنا الشهيد حيث يقول : نقل عن خط ولد الشهيد على ورقة إجازته لابن الخازن الحائري ما صورته : استشهد والدي الإمام العلامة ، كاتب الخط الشريف ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مكي شهيدا حريقا بعده بالنار يوم الخميس تاسع جمادي الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة ، وكل ذلك فعل برحبة قلعة دمشق وفي اللؤلؤة أنه قتل بالسيف ثم صلب ، ثم رجم ، ثم أحرق بالنار ببلدة دمشق في سلطنة ( برقوق ) بفتوى برهان الدين المالكي ، وعباد بن جماعة الشافعي ، وتعصب جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة ، وكان سبب حبسه أن وشى عليه تقي الدين الجبلي ، ويوسف بن يحيى ، وكتب يوسف محضرا يشنع فيه على الشيخ المترجم بأقاويل شنيعة ، وعقائد غير مرضية ، عزاها إليه ، وشهد فيه سبعون من أهل الجبل من أقوام حناق على المترجم ، وكتب في هذا ما ينيف على الألف من أهل السواحل من رعرعة الناس ، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت ، وقاضي صيدا ، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عباد بن جماعة بدمشق فأنفذه إلى القاضي المالكي فقال له تحكم فيه بمذهبك وإلا عزلتك ، فجمع الملك بيدمر والأمراء والقضاة والشيوخ ، واحضروا شيخنا المترجم ، وقرأ عليه المحضر ، فأنكر ذلك فلم يقبل ، وقيل له : قد ثبت ذلك عندنا ، ولا ينتقض حكم القاضي .
فقال الشيخ : الغائب على حجته فإن أتى بما يناقض الحكم جاز نقضه وإلا فلا ، وها أنا أبطل شهادات من شهد بالجرح ، ولي على كل واحد حجة بينة ، فلم يسمع ذلك منه ، ولم يقبل ، فعاد الحكم إلى المالكي ، فقام وتوضأ ، وصلى ركعتين ، ثم قال : قد حكمت بإهراق دمه ، فاكسوه اللباس ، وفعل به ما قدمناه من القتل والصلب والرجم والإحراق .
ومما يذكر سببا للسعاية في استشهاد شيخنا الشهيد ، أنه جرى يوما بينه وبين ابن جماعة كلام في بعض المسائل ، وكانا متقابلين ، وبين يدي الشهيد محبرة ، وكان ابن جماعة رجلا بادنا ، وأما الشهيد فإنه كان صغير الجثة ، فقال له


1 - شهداء الفضيلة للعلامة الأميني 83 - 84

اسم الکتاب : الألفية والنفلية المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست