responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 2  صفحة : 265
بأسمائكم، والمتلقبين بألقابكم، والآخذين لأمكنتكم، والمتأمرين في ممالككم؟
قال: العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقايق، وفيهم قال الله عز وجل: (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا..
الآية) [1].
وبالإسناد المقدم ذكره عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبي الحسن علي بن محمد بن سيار، أنهما قالا: قلنا للحسن أبي القائم عليهما السلام: إن قوما عندنا يزعمون: أن هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم وأنزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا، وأنهما افتتنا بالزهرة وأراد الزنا بها، وشربا الخمر، وقتلا النفس المحرمة، وأن الله يعذبهما ببابل، وأن السحرة منهما يتعلمون السحر، وأن الله مسخ هذا الكوكب الذي هو (الزهرة).
فقال الإمام عليه السلام: معاذ الله من ذلك، إن ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر والقبايح، بألطاف الله فقال عز وجل فيهم: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [2] وقال: (ولله من في السماوات والأرض ومن عنده - يعني: الملائكة - لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون) [3] وقال في الملائكة: (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) إلى قوله (مشفقون) [4] كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفائه في الأرض، وكانوا كالأنبياء في الدنيا، وكالأئمة، أفيكون من الأنبياء والأئمة قتل النفس والزنا وشرب الخمر؟!!
ثم قال: أو لست تعلم أن الله لم يخل الدنيا من نبي أو إمام من البشر؟
أوليس يقول: (وما أرسلنا قبلك من رسلنا - يعني إلى الخلق - إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) [5] فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة


[1] البقرة - 159.

[2] التحريم - 6.

[3] الأنبياء - 19 و 20
[4] الأنبياء - 27 و 28.

[5] يوسف - 109.
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 2  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست