responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 381
وأمر بارتجاعها منه، والنفوذ إلى مكة ليقرأها على أهلها، وقال: " إن الله جل جلاله أوحى إلي أن لا يؤدي عني إلا رجل مني " دلالة منه على خيانة من علم أن الأمة اختارته على وصيه.
ثم شفع ذلك بضم الرجل الذي ارتجع سورة براءة منه، ومن يوازره في تقدم المحل عند الأمة، إلى علم النفاق " عمرو بن العاص " في غزاة ذات السلاسل، ولاهما عمرو: حرس عسكره.
وختم أمرهما بأن: ضمهما عند وفاته إلى مولاه أسامة بن زيد، وأمرهما بطاعته، والتصريف بين أمره ونهيه، وكان آخر ما عهد به في أمر أمته قوله:
" أنفذوا جيش أسامة " يكرر ذلك على أسماعهم، إيجابا للحجة عليهم في إيثار المنافقين على الصادقين.
ولو عددت كلما كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في إظهار معائب المستولين على تراثه لطال، وأن السابق منهم إلى تقلد ما ليس له بأهل قام هاتفا على المنبر لعجزه عن القيام بأمر الأمة، ومستقيلا [1] مما قلدوه لقصور معرفته على تأويل ما كان يسأل عنه، وجهله بما يأتي ويذر.
ثم أقام على ظلمه، ولم يرض باحتقاب عظيم الوزر في ذلك حتى عقد الأمر من بعده لغيره، فأتى التالي بتسفيه رأيه، والقدح والطعن على أحكامه، ورفع السيف عمن كان صاحبه وضعه عليه، ورد النساء اللاتي كان سباهن إلى أزواجهن وبعضهن حوامل، [2] وقوله: " قد نهيته عن قتال أهل القبلة فقال لي: إنك لحدب على أهل الكفر وكان هو في ظلمه لهم أولى باسم الكفر منهم ".
ولم يزل يخطئه، ويظهر الأرزاء عليه، ويقول على المنبر: " كانت بيعة أبي بكر فلتة، وقى الله شرها، فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه " وكان يقول: قبل


[1] إشارة إلى قول أبي بكر " أقيلوني فلست بخيركم ".

[2] راجع قصة مالك بن نويرة في ترجمة خالد بن الوليد في هامش ص 124 من هذا الكتاب.
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست