responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم رجال الحديث المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 21  صفحة : 101

في أصحابي قائد من الشراة، و كان لي كاتب متشيع و أنا على مذهب الحشوية، فكان الشاري يناظر الكاتب و كنت أستريح إلى مناظرتهما لقطع الطريق، فلما صرنا وسط الطريق، قال الشاري للكاتب: أ ليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب (ع): ليس من الأرض بقعة إلا و هي قبر أو ستكون قبرا، فانظر إلى هذه البرية العظيمة أين من يموت فيها حتى يملأها الله قبورا كما تزعمون؟ قال: فقلت للكاتب: أ هكذا من قول صاحبكم؟ قال: نعم، فقلت: أين من يموت في هذه البرية حتى تمتلئ قبورا، و تضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا، و سرنا حتى دخلنا المدينة، فقصدت باب أبي الحسن(ع)فدخلت إليه، و قرأ كتاب المتوكل، و قال: انزلوا فليس من جهتي خلاف، فلما صرت إليه من الغد و كنا في تموز أشد ما يكون من الحر، فإذا بين يديه خياط و هو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له و لغلمانه (إلى أن قال) فخرجت من عنده و أنا أتعجب منه و من الخفاتين، و أقول في نفسي نحن في تموز و حر الحجاز و بيننا و بين العراق عشر أيام فما يصنع بهذه الثياب، و قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر، و هو يقدر أن كل سفر يحتاج إلى هذه الثياب، و أتعجب من الروافض حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا، فعدت إليه في غد في ذلك الوقت فإذا الثياب قد أحضرت، و قال لغلمانه: اخلوا و خذوا لنا معكم لبابية و برانس، ثم قال: ارحل يا يحيى، فقلت في نفسي: و هذا أعجب من الأول يخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى أخذ معه اللبابية و البرانس، فخرجت و أنا أستصغر فهمه. فسرنا حتى وصلنا إلى موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة، و اسودت و أرعدت و أبرقت، حتى إذا صارت على رءوسنا أرسلت على رءوسنا بردا مثل الصخور، و قد شد على نفسه و على غلمانه الخفاتين، و لبسوا اللبابية و البرانس، و قال لغلمانه: ارفعوا إلى يحيى لبادة، و إلى الكاتب برنسا، و تجمعنا و البرد يأخذ حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلا، و زالت و عاد الحر كما كان، فقال لي: يا يحيى أنزل من بقي من أصحابك

اسم الکتاب : معجم رجال الحديث المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 21  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست