responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عيون أخبار الرضا(ع) المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 116
الاخيرتين؟ قيل: للفرق بين ما فرض الله عز وجل من عنده وما فرضه من عند رسوله. فإن قال: فلم جعل الجماعة؟ قيل: لئلا يكون الاخلاص والتوحيد والاسلام والعبادة لله إلا ظاهرا مكشوفا مشهورا، لان في إظهاره حجة على أهل الشرق والغرب لله وحده عزوجل وليكون المنافق والمستخف مؤديا لما أقر به بظاهر الاسلام والمراقبة وليكون شهادات الناس بالاسلام بعضهم لبعض جائزة ممكنة مع ما فيه من المساعدة على البر والتقوى والزبد عن كثير من معاصي الله عزوجل. فإن قال: فلم جعل الجهر في بعض الصلاة ويجعل في بعض؟ قيل: لأن الصلاة التي يجهر فيها إنما هي صلاة تصلى في أوقات مظلمة فوجب أن يجهر فيها لأن يمر المار فيعلم أن هيهنا جماعة، فإذا أراد أن يصلي صلى، ولانه إن لم ير جماعة تصلي سمع وعلم ذلك من جهة السماع والصلاتان اللتان لا يجهر فيهما فانما هما بالنهار وفي أوقات مضيئة فهي تدرك من جهة الرؤية فلا يحتاج فيها إلى السماع. فإن قال: فلم جعل الصلاة هذه الاوقات ولم تقدم ولم تؤخر؟ قيل: لأن الاوقات المشهورة المعلومة التي تعم أهل الأرض، فيعرفها الجاهل والعالم أربعة غروب الشمس معروف مشهور يجب عنده المغرب وسقوط الشفق مشهور معلوم يجب عنده العشاء الاخرة وطلوع الفجر مشهور معلوم يجب عنده الغداد وزوال الشمس مشهور معلوم يجب عنده الظهر ولم يكن للعصر وقت معلوم مشهور مثل هذه الاوقات فجعل وقتها عند الفراغ من الصلاة التي قبلها. وعلة أخرى أن الله عز وجل أحب أن يبدأ الناس في كل عمل أولا بطاعته وعبادته فأمرهم أول النهار أن يبدؤا بعبادته ثم ينتشروا فيما احبوا من مرمة دنياهم فأوجب صلاة الغداة عليهم، فإذا كان نصف النهار وتركوا ما كانوا فيه من الشغل وهو وقت يضع فيه ثيابهم ويستريحون ويشتغلون بطعامهم وقيلولتهم فأمرهم أن يبدؤا أولا بذكره وعبادته، فأوجب عليهم الظهر ثم يتفرغوا لما أحبوا من ذلك فإذا قضوا وطرهم وأرادوا الانتشار في العمل لاخر


اسم الکتاب : عيون أخبار الرضا(ع) المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست