ربما عدل في كتابيه (التهذيب و
الاستبصار) عن السند المتضح الى غيره لكونه أعلى سندا و قليل الواسطة الى الإمام-
عليه السلام- و يضرب لذلك أمثلة ذكرها الشيخ الطوسي في كتابيه المذكورين.
20-
حقق تحقيقا وافيا- في الفائدة الخامسة عشرة- في أن المعتبر حال الراوي وقت أداء
الحديث لا وقت التحمل، و يذكر أمثله لذلك.
21-
حقق- في الفائدة السادسة عشرة- مسألة ذات أهمية لدى أرباب علم الرجال، و هي أنه قد
يدخل في بعض أسانيد الحديث من لم يصرح فيه من الرواة بتعديل و توثيق، و لا بجرح و
تضعيف، غير أن بعض الأعاظم من العلماء يظهر منه الاعتناء بشأنه و يكثر الرواية عنه
أو يترحم عليه أو يترضى عنه، كما اتفق للصدوق ابن بابويه- رحمه اللّه- و يذكر حكم
الرواية التي رويت و كان في طريق سندها مثل هذا الشخص.
و
ينتهي بذلك من الفوائد الست عشرة بهذا التحقيق الشيق و البراعة الفائقة، فيشرع من
صفحة (209) الى آخر الكتاب في شرح الفوائد التي ذكرها الوحيد البهبهاني- رحمه
اللّه- في مقدمة تعليقته على (منهج المقال) في الرجال للميرزا محمد الاستربادي.
أما
منهجه في هذا الكتاب فهو شرح ما ذكره الوحيد البهبهاني في تعليقته و تحليل كلامه،
ثم إبداء رأيه إما الموافقة أو النقض، كل ذلك ببراهين ساطعة، و أدلة قوية محكمة،
قل من وصل اليها من المحققين الأثبات و من أمعن النظر فيها اتضح له ما قلناه و عرف
مقام جدنا المصنف العلمي و اطلاعه الواسع، و نظره العميق، و تحقيقه الدقيق.