responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طبقات أعلام الشيعة - ط دار إحياء المؤلف : الطهراني، آقا بزرك    الجزء : 0  صفحة : 15

نشاطه و مثابرته على العمل‌

كانت مثابرته على العمل خارقة لأنه كان يحب عمله و يعشقه، فربّما بقي يحقّق عن مسألة معقّدة عنده-كمعرفة مؤلف كتاب مجهول-من أول الليل حتى الصباح لا ينام؛ و ربما طالت المدة حتى أيام لا يعرف فيها وقت الأكل إلا بمشاجرة من والدتي؛ فإذا وجد ضالته فكأنما كشف قانون الذرّة، فنراه فرحا منبسطا. و إذا عرف رجلا مجهولا في سند رواية أو أسند مرسلا أو سلسل مقطوعا، فكأنما وجد الحلقة المفقودة من سلسلة الأنواع. و كان يحتفظ بأوراق مؤلفاته حفاظ الأم على رضيعها، فقد ذكر لي استاذنا الإمام الخوئي قصة سفر كانا معا فيه، فاجتازا جسرا متكسرا فوقع الأثاث في الماء، فدهش الإمام لما كان يبذل الشيخ من همة لتخليص كتابه دون أي شي‌ء آخر حتى حياته، فساعده، و كان شابا، على نجاة الكتاب من الغرق و دعا الشيخ له.

كانت سنوات 1911-1936، أيام إقامة عائلته بسامراء مجال جولات للشيخ في مكتبات العراق و إيران‌ [1] ، فكان يدخل مكتبة تحتوي على نفائس المخطوطات عزيزة الوجود و يبقى فيها أسبوعا أو أكثر بلياليه.

و بعض مديري المكتبات ما كانوا يرضون أن تبقى المكتبة مفتوحة ليلا، فكان يأخذ طعامه و شرابه معه، و إذا جاء الليل أقفل المدير عليه باب دار المكتبة، فيبقى مسجونا فيها حتى يرجع المسؤول في الغد أو بعد يومين فيتاح للشيخ الخروج إذا أراد.


[1] و قد قمت بالتعريف باثنتين و ستين من هذه المكتبات في آخر المجلدات السادس و السابع و الثامن من الذريعة تخليدا لذكرها و سندا لما ينقل عنها والدي في تلك الموسوعة. و بعضها قد تبعثرت و تفرقت بعد ذلك و لم يبق لها أثر اليوم.

غ

اسم الکتاب : طبقات أعلام الشيعة - ط دار إحياء المؤلف : الطهراني، آقا بزرك    الجزء : 0  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست