الحمد للّه
على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم و الصلاة و السلام على خير خلقه من جميع الامم
محمد و آله الطيبين الطاهرين و البراءة من أعدائهم و معانديهم إلى يوم الحسرة و
الندم.
و بعد فقد
فرض اللّه تبارك و تعالى في كتابه العزيز على الأغنياء أن يؤدوا ما عليهم من
الزكاة و الخمس من وافر عوائدهم و يموّلوا المسلمين و يعولوهم و يعلوا إسلامهم و
نظامهم على سنة اللّه لصالح الأغنياء و الفقراء على حدّ سواء فإن جانبا من هذا
الحق لا بد و أن يكون للفقراء و المساكين تسديدا لمعاشهم و حاجاتهم اليومية و يصرف
القسم الآخر في سبيل إعلاء كلمة الإسلام و المسلمين، و تحكيم دينهم، فإن أداء هذا
الحق إنما هو من أصلح الأعمال التي تنبئ عن خالص الإيمان، و قد استخلفهم اللّه في
أرضه، فإن أداء الزكاة إنما هو تطهير لهم، كما أن أداء الخمس إنما هو أداء لحق
اللّه و رسوله، و قد حاولت البحث عن أحكام الخمس بما كان في وسعي من موازنة
الأقوال و الأدلة و قد حررت ما سنح لي الجهد في دراستها و ألقيتها دروسا اجتهادية
على ثلة من الطلاب الأفاضل في حوزتي العلمية فأحمده تعالى على هذا التوفيق و أشكره
على ما أولاني به، إنه خير موفق و معين.