الشيطان بهما يقطع العبد عن سلوك لللل
الجنان و الرّضوان كما قال أمير المؤمنين في رواية الكافى «في القلب ظ» لمتان لمة
من الشيطان و لمة من الملك فلمة الملك الرّقة و الفهم و لمة الشيطان السّهو و
القسوة هذا.
و ذكر قوله: (و هفوات
اللسان) بعد سقطات الألفاظ إمّا من قبيل التّاكيد أو ذكر الخاصّ بعد العامّ
لمزيد الاهتمام بأن يكون المراد بسقطات الألفاظ ما ليس فيها ثمرة اخرويّة سواء كانت
حراما و مضرّة في الآخرة أو لا يكون فيها نفع و لا ضرر كالكلام اللغو، و بهفوات
اللسان خصوص ما يوجب المؤاخذة في الآخرة كالغيبة و البهت و النميمة و السعاية و
الاستهزاء و التهمة و السبّ و الكذب إلى غير ذلك، فانّ كلّ ذلك مباين لمكارم
الأخلاق و حسن الشّيمة مناف لمقتضى الايمان و التّقوى و المروّة و معقب للخسران و
الندامة في الآخرة.
و لذلك قال
رسول اللّه 6 طوبى لمن انفق فضلات ماله و أمسك فضلات
لسانه.
و قال أيضا
إنّ مقعد ملكيك على ثنييك[1] لسانك
قلمهما و ريقك مدادهما و أنت تجرى فيما لا يعنيك[2]
و لا تستحى من اللّه و لا منهما.
و عن أمير
المؤمنين 7 قال: قال رسول اللّه 6 يعذّب اللّسان
بعذاب لا يعذّب به شيء من الجوارح فيقول: أى ربّ عذّبتنى بعذاب لا تعذّب به شيئا
من الجوارح قال فيقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك بها
الدّم الحرام و أخذ بها المال الحرام و انتهك بها الفرج الحرام فوعزّتي لاعذّبنك
بعذاب لا أعذّب به شيئا من جوارحك، رواه في الكافي عن أبي عبد اللّه 7
عن رسول اللّه 6 نحوه.
و من غريب ما
وقع لأبى يوسف و هو من أكابر علماء الأدبيّة و عظماء الشيعة و هو من أصحاب الجواد
و الهادي 8 أنّه قال في التّحذير من عثرات اللّسان.