أمران معهما الفشل، و لسنا نريد منكم أن
تلقونهم بظنون ما في نفوسكم عليهم، و لا ترون ما في أنفسكم لنا، و لسنا نرعد حتّى
نوقع، و لا نسيل حتّى نمطر، و قد خرجوا من هدى إلى ضلال، و دعوناكم الى الرّضا، و
دعونا إلى السخط فحلّ لنا و لكم ردّهم إلى الحقّ و القتال، و حلّ لهم بقصاصهم
القتل، و قد و اللَّه مشوا إليكم ضرارا، و أذاقوكم أمس من الجمر، فاذا لقيتم القوم
غدا فاعذروا فى الدعاء و احسنوا فى التقيّة، و استعينوا باللَّه و اصبروا إنّ
اللَّه مع الصابرين.
أقول: نقلها
المفيد قدّس سرّه فى الجمل (ص 161 طبع النجف) و هي بتمامها ليست بمذكورة في النهج
و أتى ببعضها فيه و هو: و من كلام له 7: و قد أرعدوا و أبرقوا و مع
هذين الأمرين الفشل. و لسنا نرعد حتى نوقع، و لا نسيل حتى نمطر. و هو الكلام
التاسع من باب الخطب من النهج.
قال المفيد
رحمه اللَّه في الجمل نقلا عن الواقدي: ثمّ إنّ أمير المؤمنين 7 أنظرهم
و أنذرهم ثلاثة أيّام ليكفّوا و يرعوا، فلما علم إصرارهم على الخلاف قام في أصحابه
و قال
«خطبة
اخرى له 7 فى ذلك المقام يحرض أصحابه على الجهاد»
عباد اللَّه
انهدوا إلى هؤلاء القوم منشرحة صدوركم، فانهم نكثوا بيعتي و قتلوا شيعتي، و نكلوا
بعاملي، و أخرجوه من البصرة بعد أن ألّموه بالضرب المبرح و العقوبة الشديدة، و هو
شيخ من وجوه الأنصار و الفضلاء، و لم يرعوا له حرمة و قتلوا السبابجة رجالا
صالحين، و قتلوا حكيم بن جبلة ظلما و عدوانا لغضبه للَّه تعالى ثمّ تتبعوا شيعتي
بعد أن ضربوهم و أخذوهم في كلّ عابية و تحت كلّ رابية يضربون أعناقهم صبرا، ما لهم
قاتلهم اللَّه أنّى يؤفكون، فانهدوا إليهم عباد اللَّه و كونوا اسودا عليهم فانّهم
شرار، و مساعدهم على الباطل شرار، فالقوهم صابرين محتسبين موطنين أنفسكم أنكم
منازلون و مقاتلون، قد وطّنتم أنفسكم على الضرب و الطعن و منازلة الأقران، فأي
امرء أحسّ من نفسه رباطة جاش عند الفزع و شجاعة عند اللّقاء و رأى من أخيه فشلا أو
وهنا فليذبّ عنه كما يذبّ عن نفسه