responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 82

و لا تأمنن الدهر انى امنته‌* * * فلم يبق لي خلأ و لم يرع لي حقا

قتلت صناديد الرجال و لم أدع‌* * * عدوا و لم امهل على طغيه خلقا

و اخليت دار الملك من كل نازع‌* * * فشرّدتهم غربا و مزقتهم شرقا

فلما بلغت النجم عزا و رفعة* * * و صارت رقاب الخلق اجمع لي رقا

رماني الردى سهما فاخمد جمرتي‌* * * فها انا ذا في حفرتي عاجلا القى‌

و كان المعتضد شهما مهيبا عند اصحابه يتقون سطوته و يكفون عن المظالم خوفا منه و كان فيه الشح و كان عفيفا

و في سنة 292 ه كان على دست الخلافة العباسية الخليفة المكتفى باللّه بن المعتضد فاحب ان ينفذ ما كان نواه سلفه في سوريا و مصر فانفذ جيشا الى الشام تحت قيادة محمد بن سليمان فتملكها حالا و كانت له مباء ثم هجم على مصر فاخترقها حتى بلغ عاصمتها (الفسطاط) فاستعد هارون للمدافعة و رجاله ينقصون يوما فيوما لما كان يسير منهم الى صفوف الاعداء بعد كل واقعة. و لم يكن ذلك منتهي الشقاء فان معسكر هارون نفسه كان مرسحا تتلاعب فيه الدسائس و ينمو فيه الخصام بين رجاله. و اشتد القتال بينهم يوما فركب هارون جواده و اخذ في ردهم بعضهم عن بعض فاصيب بطعنة من احد المغاربة فسقط ميتا في 18 صفر سنة 292 ه و كانت مدة حكم هارون 9 سنوات كلها تعاسة و شقاء و يقال ان عمه شيبان هو الذي قتله‌

«شيبان بن احمد» (و انقضاء الدولة الطولونية)

و في يوم موته اقيم عمه شيبان مكانه الا انه لم يهنأ بالحكم لان الناس رفضوه بصوت واحد و خابروا محمد بن سليمان ان يعطيهم الامان فأمنهم ثم حرضوه على المسير الى مصر فسار حتى نزل العباسة فلقيه طغج في اناس من القواد كثيرين فساروا به الى الفسطاط و اقبل اليهم عامة اصحاب شيبان‌

و لما راى شيبان اصرارهم على ذلك و لم يبق لديه احد ممن يعتمد عليهم وافقهم على التسليم فاستلم محمد بن سليمان زمام الامور فاعطهم الامان فبايعوه. اما شيبان فلم يكن يأمن من سكناه في مدينة اقام فيها مغتصبها منه ففر من العسكر ليلا فبعث محمد ابن سليمان من يقبض عليه فلم يظفر به و قال آخرون انه لم يفر و لكنه قتل جزاء قتله هارون بعد عشرة ايام من قتله. و هكذا انتهت الدولة الطولونية بعد ان حكمت 37 سنة و بضعة اشهر

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست