اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 479
«الاسكندرية بعد الضرب»
و نحو الساعة 2/ 1 2 بعد الظهر 26 شعبان او 13 يوليو كانت جنود عرابي قد انجلت عن الاسكندرية. فجاء زهراب بك بهذا النبأ الى الخديوي و ان الاميرال سيمور عازم على انزال جنود بحرية الى رأس التين و انه يدعو الحضرة الخديوية الى سفينته حيث يكون آمنا. ففضل سموه التوجه الى سراي رأس التين فسار و بمعيته درويش باشا حتى جاء السراي فوجد هناك الاميرال سيمور و بعضا من جنوده ينتظرونه في ساحة القصر. و في المساء نزل بعض وكلاء الدول و هنأوه بسلامته و كان في السراي 300 من الحامية الانكليزية و في الصباح التالي انزل الاميرال فرقا أخرى من رجاله يطوفون الشوارع و معهم عددا من المدافع تسكينا لخواطر الباقين فيها
و قد قدرت الخسائر بستمائة من الوطنيين و خمسة من الانكليز على الدوارع غير المذابح التي حصلت في اثناء ذلك في طنطا و المحلة الكبرى و سنود؟؟؟ و جهات أخرى و بعد انتقال العائلة الخديوية الى رأس التين استدعلى الجناب الخديوي زهراب بك و جعله ترجمانا بين السراي و الضباط الانكليز و عهد اليهم أن يمنع ايّا كان من دخول القصر لان العرابيين كانوا قد عينوا نفرا من الجواسيس لتجسس حالة السراي أما عرابي و أتباعه ففروا؟؟؟ الى كفر الدوار و عسكروا هناك على نية الدفاع؟؟؟
و لما استتب المقام للانكليز في الاسكندرية أخذوا في تنظيف الاسواق و نقل الجثت و دعوا المهاجرين ان يعودوا الى منازلهم لاعادة الراحة و الطمأنينة و استدعي اثناء ذلك درويش باشا الى الاستانة فتوجه
و كتب راغب باشا الى الاميرل سيمور يخبره ان اجرا آت عرابي من الآن فصاعدا مخالفة لاوامر الخديوي و انه هو وحده (عرابي) المسئول عنها
ثم كتب الجناب الخديوى الى أحمد عرابي يأمره بالامساك عن جميع العساكر و اعداد التجهيزات لان الحكومة الانكليزية لا خصومة بينها و بين الحكومة المصرية و انها مستعدة لتسليم المدينة متى رأت فيها قوات منتظمة و البلاد في أمن و أمره ان يأتي الى سراي رأس التين حالا
فاجاب عرابي «ان مقاومة العمارة الانكليزية حصلت باقرار مجلس النظار و درويش باشا و ان النظار هم الذين أعلنوا الحرب على الانكليز و هكذا حصل فذا كان الاميرال الآن قد عدل عن المحاربة الى المسالمة بعد وقوع الحرب فذلك بعد طلبا للصلح و لا يجوز ان يكون انكارا للحرب» (الى ان قال) انه يميل الى الصلح و لكن مع
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 479