responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 477

يهتموا قط بتحصين القلاع. و شاع ذلك فخافته الناس و اوعز الى الجناب العالي الخديوي توفيق باشا بواسطة المستر كولفن ان يتنحى صيانة لحياته فاجابه «لا يليق بي ان اترك الكثيرين من رعيتي الامناء في اوان الشدة و لا يليق بي ايضا ان اترك البلاد في اوان الحرب» ثم توسطت قناصل الدول في الاسكندرية بين الاميرال سيمور و بين الجهادية المصرية فلم ينجحوا. فتقدم عرابي و سامي الى كاتب سر مجلس النظار ان يكتب تقريرا في المسألة مفاده «ان الاميرال تجاوز الحدود فيما يطلب و انه لا بد من مقاومته و ان عرابي و قومه مفوضون في امر الدفاع عن البلاد» و داروا به على منازل النظار و طلبوا التوقيع عليه فوقّع بعضهم اختيارا و البعض اضطرارا و يقال ان الخديوي نفسه صدق عليه او ألجى‌ء للتصديق ثم ارسلوه الى الاميرال سيمور. و ارسل عرابي منشورا الى المديرين يطلب اليهم ان يكونوا مستعدين للامداد بالجند و المال‌

و في مساء 22 شعبان او 9 يوليو جاء المستر كاوترايت الى الخديوي و اعلنه رسميا عزم الاميرال سيمور على مباشرة القتال صباح الثلاثاء في 11 يوليو و ألح عليه ان يترك سراي رأس التين و يلجأ الى سراي الرمل ففعل. ثم كتب رسميا الى درويش باشا يطلب اليه ان يحافظ على حياة الجناب الخديوي و القى عليه التبعة اذا اصيب بسوء

و في 23 شعبان او 10 يوليو كتب الاميرال سيمور رسميا الى كل من درويش باشا و راغب باشا رئيس الوزارة يعلمها عن خروج رجال الوكالة الانكليزية من القطر المصري اشارة الى قطع العلائق الودية و اعلنت خارجية انكلترا سائر الدول بذلك «و انها لم تر بدا منه لكنها تصرح ان ليس لها ارب خفي اونية غير بينة و انما عملها هذا من قبيل الدفاع و حرصا على مصلحة الجناب الشاهاني» و في مساء ذلك اليوم سافر الاسطول الفرنساوي متقهقرا تاركا سفينتين من سفنه فقط

و في الساعة السابعة من صباح الثلاثاء 22 شعبان سنة 1299 ه او 11 يوليو سنة 1882 م أطلقت العمارة الانكليزية مدافعها على حصون الاسكندرية و ما زالت الى الساعة الواحدة و نصف بعد الطهر فهدمت معظمها و انفجر مستودع البارود في قلعة اطه. فجاء راغب باشا الى الجناب الخديوي في الرمل و اخبره ان الحصون قاومت أشد مقاومة و ان كثيرا من سفن الانكليز قد غرقت و كان يقول ذلك مسرورا. و لكن قوله هذا ما لبث ان نقض بورود الخبر الصحيح. ثم جاء عرابي فوقف بين يدي سموه فسأله عن حالة الحصون فقال «لم يعد في وسعنا المقاومة و لا بد لنا من تدابير أخرى او ان نتساعل مع الاميرال» و بعد المخابرة تقرر ارسال طلبة عصمت الى الاميرال‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست