اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 304
الثاني لعبادة (آمن رع) و كان اسمها في القديم ما ترجمته مدينة هيكل الشمس.
و كانت مركز الكشاف الذين حكموا النوبة منذ أيام السلطان سليم و بقيت كذلك الى الفتح المصري سنة 1820 فدخلت في حوزة مصر و لا يزيد عدد سكانها الآن عن الالف نسمة و اكثرهم من سلالة الكشاف
«ابريم» على بعد 13 ميلا من الدر و هي قربة صغيرة في مكان بريمس القديمة و فيها آثار من أيام الدولة الحادية عشرة المصرية فما بعدها و منها آثار قلعة من عهد الرومان مبنية بحجارة أقدم من ذلك العهد و على أحد تلك الحجارة اسم طهراق الذي ملك ايثيوبيا و مصر سنة 700 ق. م. و هي احدى الحاميات الثلاث التي اقامها السلطان سليم في بلاد النوبة بقيت ذرية عساكر السلطان سليم فيها الى ان طردهم الغز (المماليك) منها سنة 1811 م و هم فارون من وجه محمد علي باشا الى سنار
«و ابو سمبل» على 34 ميلا من ابريم و فيها هيكل منحوت في الصخر في منحدر تلة تطل على النيل من بناء رعمسيس الثاني و هو اعظم الهياكل في بلاد النوبة و اجملها «و فريج» تجاه ابي سمبل و فيها هيكل صغير منحوت في الصخر لا منحوتب الثالث اتخذه نصارى النوبة كنيسة لهم في اول عهد النصرانية عندهم و فيه الى الآن صورة للمسيح و هناك كتابة 14 سطرا بالاحرف القبطية و لغة غير مفهومة سماها بعضهم اللغة الايثيوبية المسيحية. و في التلة القائمة عليها قلعة ابريم حجر عليه كتابة بهذه اللغة
«و طوشكي» و قد اشتهرت حديثا للواقعة التي حصلت فيها سنة 1889 بين الجيش المصري بقيادة غرنفيل باشا السردار الاسبق و جيش الدراويش بقيادة عبد الرحمن النجومى المشهور و قد اقيم في مكان الواقعة حجر تذكارا لها
*** فلنرجع لما سبق ذكره من ترك الوابور الذى تركنا راكبين فيه في الشلّال الاول و تابعنا السير عند شروق الشمس بين شواهق الجبال و انارة الافاق و كنت في قمرة الوابو فاخذت نظارتي و شرعت في مشاهدة سواحل النيل شرقا و غربا. و كانت تلك الاصقاع قبل الثورة محمد احمد المهدى مزينة معمورة من الجهتين بالقرى و الكفور لغاية وادى حلفا و الآن لا يشاهد على جانبي النيل على الخرابات و بعض الاستحكام المنهدمة. و في بعض الجهات يضيق مجرى النيل بين الجبال بدرجة حتى لا بزيد عرضه فيها عن خمسة مائة امتار.
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 304