responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 249

من بعيد كأنه جبل شامخ في معزل عن العمران و الخصوبة تحوّل فكره الى أحوال هذا البناء الهائل و اذا فكر في انه قد مضى عليه سنة آلاف ستة و هو قائم بمكانه مشاهد على تعاقب الامم و الاجيال و الحوادث. سأل كم مضى ايضا من الزمان قبل بنائه و ما نسبة ذلك الى ما بقى فعند ذلك لا يرد جوابا. قال بعضهم‌

الست ترى الاهرام دام بناؤها* * * و يفنى لدينا العالم الانس و الجن‌

كأن وحي الافلاك اكوارها على‌* * * قواعدها الاهرام و العالم الطحن‌

«المبحث السادس فيمن تهجم على الاهرام و حاول فتحها» «أو ازالة شى‌ء منها و في تاريخ ذلك»

قال بعض العلماء الافرنج يظهر ان ملوك عائلة جمشيد هم الذين ابتدأوا بالتعدي على الهرم و الظاهر أن ذلك كان في زمن «دريوس اكوس» اذ في زمنه قام المصريون على العجم و أرادوا طردهم من مصر فتغلب العجم عليهم و اذلوهم و ردوهم الى طاعتهم و عند ذلك سطوا على معابدهم و مقدسيهم بالتخريب و التحقير ثم لما دخلت اليونان مصر تمسكوا بديانة المصريين و عوائدهم فمال اليهم المصريون و لكن لما وجدوا الاجساد المقدسة قد نبشت وضاع كثير منها لم يعتنوا لها كالاعتناء الاول فأخذت في النقص و طمس الذكر الى أن اضمحلت اهمها بل نقل بعضهم عن هيرودوط ان جمشيد نفسه هو الذي فتح قبور الملوك و كانت قبل محترمة للغاية

و قال لطرون الفرنساوي ان الاهرام كانت مكسوة بحجارة مصقولة على قول الاكثر و ان تلك الكسوة قد أزيلت باستطالة الايدي عليها خلافا لمن يقول انها بنيت هكذا غير مكسوة ثم قال ان ابتداء ازالة الكسوة كان في زمن العرب و لم يكن في زمن البطالسة و لا الرومانيين لان هذه المباني في وقتهم كانت مقدسة تحت حماية الديانة فلما استولت العرب على مصر أخذ كثير من الناس في البحث عن الكنوز ففتح المأمون الهرم و كذا غيره و لما لم يجدوا شيئا أخذوا يبحثون في أعلاه فأزالوا المدماك الاول ثم حفروا في وسط الهرم من الاعلى طمعا في ان يصلوا الى داخله فكان سعيهم على غير طائل و يظهر أن الكسوة بقيت الى القرن السادس من الهجرة بدليل ما قاله عبد اللطيف البغدادي في رسالته و هو من أهل هذا القرن. و ممن شاهد كسونها في العالم جرار المرسل من طرف فريدرك «بربروس» الي صوب الملك صلاح الدين سنة 1185 ميلادية قبل سياحة عبد اللطيف بثلاث عشرة سنة اذ قال ان الهرم الكبير

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست