responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 233

«الذلتا»

و يجري النيل في ارض مصر حتى ينتهي الى مكان يقال له بطن البقرة على بعد 15 ميلا من القاهرة و 605 اميال من الاسوان فينقسم شطرين احدهما يميل نحو الشرق فيصب في البحر المتوسط بقرب مدينة دمياط و الآخر يميل نحو الغرب فيصب فيه عند مدينة رشيد. و يتكوّن من هذين الشطرين مع البحر مثلث سماه اليونان الذلتا لمشابهته كحرف الذال عندهم و سماه العرب روضة البحرين لكثرة خصبه و طول قاعدة هذا المثلث نحوه 85 ميلا و علوه 90 ميلا و طول احد شطريه نحو 99 ميلا.

فيكون طول النيل على وجه التقريب من مصدره من بحيرة فكتوريا نيانزا الى مصبه في البحر المتوسط 3333 ميلا و هو اطول انهار الدنيا الّا نهر امازون في اميركا الجنوبية فانه اطول من النيل نحو 667 ميلا الّا ان النيل الذّ تاريخا و اقدم آثارا و اعظم شأنا من نهر امازون بل من جميع انهار الدنيا

«فيضان النيل»

و يفيض النيل ثم يهبط ثم يعود الى الفيض كل سنة في اوقات معلومة و سبب فيضه نزول الامطار الغزيرة على الجبال المجاورة لمصادره. و يبدأ النيل الابيض بالفيض قبل النيل الازرق فيظهر الفيض فيه عند الخرطوم و في اواخر مايو و لكن لا يبلغ معظمه الا في اوائل سبتمبر. و اما النيل الازرق فيظهر الفيض فيه عند الخرطوم في اواخر يونيو و كذلك الاتبرا و يبلغ معظم الفيض في اواخر اوغطس. و اما في النيل الكبير فيظهر الفيض فيه عند حلفا في اوائل يونيو و يصل الى معظم الفيض في اوائل سبتمبر ثم يعود الى النقصان فينقص تدريجا كما ارتفع الى اوائل يونيو فيعود الى الزيادة و هكذا على توالي السنين. و معدل زيادة النيل في السنة نحو 26 قدما فاذا زاد عن ذلك الى 28 قدما سبب غرقا و اذا قصر عنه نحو 23 قدما سبب جوعا. و عند آخر حدّه في النقصان يخضر ماؤه و يتغير طعمه فيقرب من طعم الماء المستنقع. و قد قدّروا ان الباقي فيه من الماء اذ ذاك لا يزيد على مما يكون فيه عند معظم الفيض‌

«مقاييس النيل»

و قد جعلوا للنيل منذ القديم مقاييس في اماكن حاصة في مجراه لمعرفة مقدار الزيادة و النقصان فيه على مدار السنة. و اشهر هذه المقاييس: «مقياس الروضة»

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست