responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 226

(3) فتحت ابواب خزائنها في حرب البلقان و نثرت من اموالها دراهم و دنانير لا تعد و لا تحصى‌

(4) فبهذا اللطف و الكرم الذي لا نهاية له صيرت العالم الاسلامي في سرور و حبو

(5) احيت الوفا من الفقراء و المهاجرين في حرب البلقان المشؤمة التي خربت بيوتهم و نهبت اموالهم و صاروا لا ملجأ لهم و لا مأوى‌

(6) فيجب على السيدات صاحبات البر و الاحسان ان يفتخرن بهذه الكريمة النادرة الوجود

(7) سيدة السيدات أم الدنيا و فخر مخدراتها تلك الاميرة المحسنة اطال اللّه عمرها.

و ايضا تبرعت والدة دولة الامير المشار اليه يوسف كمال باشا. ن. ر. بالمئات من الجنيهات في سبيل هذه الحرب. فلم يبق بعد ذلك برهان على صدق اخلاص الخديو الاعظم و سائر آل بيته الكرام لدولة آل عثمان و جلالة الخليفة الاعظم‌

و لو كانت مصر مستقلة كما كانت في عهدها الاول و ذات قوة برية و بحرية كافية لكانت الخليفة الوحيدة لدولة آل عثمان تنصرها وقت الملمات و تعينها في ايام الشدائد و لكن قضى اللّه ان تكون كما هي الآن مقصوصة الجناح و ان تبقى الدولة العلية منفردة عن العالم في عصر المحالفات و الاتفاقات الدولية. و اهملت كلما يجب عليها من الاستعداد لدفع الاعداء حتى بلغوا منها ما بلغوا و نالوا من املاكها بالاغتصاب ما نالوا و لكن اللّه شاء ذلك لتنبه نحن يا معشر العثمانيين من هذه الدروس ما ينفعنا في المستقبل و مع ذلك فان ما عندها من الو لايات الباقية في حيازتها يساوي اضعاف اضعاف ما ضاع منها. و لا يزال في حوزتها من الاراضي الخصبة و البلاد العامرة ما يغنيها لو بذل رجالها الجهد في اصلاحها و ادخلت في حكومتها بعض النظامات الملايمة للحالة

و نعود فنقول ان الفضل في العلاقات الودية التي تربط مصر بالدولة العلية الآن يرجع لسموّ الامير المعظم فهو منذ ارتقى العرش حافظ على ولاء دولته و خليفته محافظة كانت سبب هذا الارتباط الذي تراه الآن بين مصر و الاستانة و لو كان لسموّه مطمع سياسي كما اشاع الاعداء ما رأينا منه هذا التفاني في نصرة دولته و معاونتها و مساعدتها في الظروف الحرجة التي برهن فيها على انه امين دولته الكريم المخلص و صديقها البار الودود الذي ليس لها سواه في الشرق و لا في الغرب «ادام اللّه حياته و اجلاله» و هدى هذه الدولة لسلك سبيل النفع و الخير و ارشد رجالها الى الاتفاق و الاتحاد و الاصلاح لتعيش سعيدة بعد هذه النكبات مطمئنة بعد هذه الحروب و الثورات فانه على ما يشاء قدير

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست