responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 175

عند قرية الرحمانية من مديرية البحيرة انهزم مراد بك و حضر الى انبابة و عمل بها متاريس و حضر الفرنسايون في اثره فهجموا على تلك المتاريس و اخذوها بعد ثلاثة ارباع الساعة و انهزم مراد بك و من معه الى الصعيد و لم تنفع جموع العرب و لا الفلاحين بشي‌ء و كذلك فارق ابراهيم بك القاهرة و فر الى الوجه البحري بمن لحق به و تشتت الامراء الى الجهتين و كانت العرب و قد ملأت تلك الجهات فتعرضت للفارين بالسلب و القتل و النهب و صار القطر فوضى و تعدى الناس بعضهم على بعض و دخل الافرنج القاهرة ثاني يوم انهزام الامراء و سكنوا بيوتهم فسكن بوتابارت بيت محمد بك الالفي بالازبكية و سكن كل امير منهم فيما اعجبه من بيوت الامراء و رتبوا مجلسا من العلماء فاطمأن الناس لذلك و رجع كثيرون منهم الى منازلهم ثم ان الافرنج اخذوا في الكشف على بيوت الامراء و الاعيان و تتبعوا الاوباش الذين ثاروا في البلد و نهبوا البيوت الخالية فاخذوا منهم؟؟؟ وافرا و عاقبوهم اشد العقاب و قتلوا البعض بالرصاص في جنينة الازبكية و فتشوا بيوتهم و اخذوا ما وجدوه فيها من المنهوبات و ضرب على تجار المسلمين خمسمائة الف ريال فرنساوي ثم جعلوا مبلغا على كل حرفة قالوا انها سلف يرد فحصل بذلك للفقراء اشد المضايقة وشدد عليهم في الطلب فكثر لغط الناس و كانت العساكر تدخل البيوت و تهب؟؟؟ ما فيها من غير مبالاة فحق بالناس الكرب و الخوف فلا يأمن الانسان الا بتعليق بنديرة «اي راية» على بابه او يلصق ورقة من طرف الفرنساويين و اخذ نساء الامراء المختفيات في الظهور و صالحن على انفسهن بمبالغ دفعتها على نسبة حال كل منهن فدفعت زوجة مراد بك 125000 ريال فرنساوي و دفع غيرها اقل من ذلك‌

و صار الناس يتوجهون الى الافرنج و يخبرون عن ودائع الامراء و خباياهم فكثر الهجوم على البيوت و نبش الارض و هدم الحيطان و اتسع نطاق الفتن خارج البلد و داخلها و تحير الناس في امرهم فانهم ان خرجوا من المدينة منوا؟؟؟ عرضة لقبائح العرب و عساكر مراد و ابراهيم و ان اقاموا بها كانوا هدفا لسهام فتن الافرنج غير آمنين مكائدهم و في خلال ذلك ظهر الطاعون فمنع الافرنج الدفن في المقابر الموجودة داخل البلد كمقبرة الازبكية و الرويعي؟؟؟ و غيرهما وشددوا في نظافة البلد و كنس الازقة و الحارات و التفتيش على ذلك و رفعوا ابواب الدروب و العطفات جميعها و امروا بتعليق قناديل على ابواب البيوت طول الليل و عاقبوا من خالف اشد العقاب ثم وضعوا مجلسا مركبا من ستة من تجار المسلمين و مثلهم من تجار النصارى لتحقيق حجج الاملاك و قرروا مبالغ‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست