responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 17

تقطع اسباب اللبانة و الهوى‌* * * عشية جاوزنا حماة و شيزرا

قال بعض الشراح حماة و شيزر قريتان من قرى حمص و لما وصل أبو عبيدة الى حماة خرجت الروم التي بها اليه يطلبون الصلح فصالحهم على الجزية لرؤسهم و الخراج على ارضهم و جعل كنيستهم العظمى جامعا و هو جامع السوق الاعلى من حماة ثم جدد في خلافة المهدي من بني العباس و كان على لوح منه مكتوب انه جدد من خراج خمص ثم سار ابو عبيدة الى شيزر فصالحه اهلها صلح اهل حماة و كذلك صالح اهل المعرة و كان يقال لها معرة حمص ثم قيل لها معرة النعمان بن بشير الانصاري لانها كانت مضافة اليه مع حمص في خلافة معاوية. ثم سار ابو عبيدة الى اللاذقية ففتحها عنوة و فتح جبلة و طرطوس ثم سار ابو عبيدة الى قنسرين و كانت كرسي المملكة المنسوبة اليوم الى حلب و كانت حلب من جملة اعمال قنسرين و لما نزلها ابو عبيدة و خالد ابن الوليد كان بها جمع عظيم من الروم فجرى بينهم قتال شديد انتصر فيه المسلمون ثم بعد ذلك طلب اهلها الصلح على صلح اهل حمص فاجابهم على ان يخربوا المدينة فخربت ثم فتح بعد ذلك حلب و انطاكية و منبج و دلوك و سرمين و تنزين و عزاز و استولى على الشام من هذه الناحية. ثم سار خالد الى مرعش ففتحها و اجلى اهلها و اخربها و فتح حصن الحدث (و في هذه السنة) لما فتحت هذه البلاد و هي سنة خمس عشرة. و قيل ست عشرة آيس هر قل من الشام و سار الى القسطنطينية من الرها. و لما سار هر قل علا على نشز من الارض ثم التفت الى الشام و قال السلام عليك يا سوريا سلام لا اجتماع بعده و لا يعود اليك من رومي بعدها الا خائفا حتى يولد الولد المشئوم وليته لم يولد فما اجل فعله و امرّ فتنته على الروم. ثم فتحت قيسارية و صبصطية و بها قبر يحيى بن زكريا و نابلس ولد و يافا و تلك البلاد جميعها و اما بيت المقدس فطال حصاره و طلب اهله من ابي عبيدة ان يصالحهم على صلح اهل الشام بشرط ان يكون عمر بن الخطاب متولي امر الصلح فكتب ابو عبيدة الى عمر بذلك فقدم عمر رضي اللّه عنه الى القدس و فتحها و استخلف على المدينة علي بن ابى طالب رضي اللّه عنه. و كان في هذه السنة اعني سنة 15 واقعة القادسية و كان المتولي لحرب الاعاجم فيها سعد بن ابي وقاص و كان مقدم العجم رستم هرمزد و جرى بين المسلمين و بين الاعاجم اذ ذاك قتال عظيم دام اياما فكان اليوم الاول يوم (اغوث) ثم يوم (غماس) ثم ليلة (الهرير) لتركهم الكلام فيها و انما كانوا يهرون هريرا حتى اصبح الصباح و دام القتال الى الظهيرة و هبت ريح عاصفة فمال الغبار على المشركين فانكسروا و انتهى القعقاع و اصحابه الى‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست