اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 137
و كان شرف الدين سنجر الملقب بالاشقر واليا على دمشق تحت رعاية بركة خان فادعلى الملك لنفسه فبايعه اهلها و لقبوه بالملك الكامل فاسرع بركة خان الى دمشق و نزل بجيشه في القصر الابلق الذي كان قد بناه ابوه و بعد التحري عن اسباب تلك الثورة علم انها دسيسة من امرائه. فلما علم هؤلاء بظهور امرهم عادوا بمن كان على دعوتهم من المماليك الى القاهرة و تحصنوا فيها فتبعهم بركة خان فامتنعوا عليه و عجز عن قهرهم لكثرتهم فالتجأ الى قلعة الجبل فحاصروه فيها و شددوا عليه الحصار فانحط قدره عندهم وهموا بقتله فمنعهم الخليفة الحاكم بامر اللّه العباسي لكنهم اصروا على خلعه فخلعوه في ربيع اول سنة 678 ه بعد ان حكم سنتين و ثلاثة اشهر فبعثوه الى قلعة الكرك منفيا و حبسوه فيها ثم عادوا الى قتله فانفذوا اليه من يقتله ثم بلغهم انه سقط عن جواده و مات
«سلطنة سلامش بن بيبرس»
فبايعوا اخاه بدر الدين سلامش و سنه سبع سنوات و بعضة اشهر و لقبوه بالملك العادل و اقاموا الامير سيف الدين قلاون الالفي وصيا عليه و لم يكن هم هذا الوصي الا خلع ذلك السلطان الرضيع. و في رجب من تلك السنة تمكن من مراده فبعثه الى قلعة الكرك منفيا و استلم هو زمام الاحكام و طلب المبايعة فبايعه الناس و لقبوه بالملك المنصور و هو لقب ثاني سلاطين هذه الدولة
«سلطنة الملك المنصور قلاون»
و هو من مماليك اق سنقر الكاملي و قدمه الى الملك الصالح فاعتقه سنة 647 ه فلما تولى السلطنة قرب انصاره و انعم عليهم و استوزر فخر الدين و كان كاتب سرّه الخصوصى و بعث الامير طرنطاي الى دمشق لا خماد ثورة اهلها. فسار في فرقة من الجند فلاقاه الملك الكامل و دافع دفاعا حسنا و لكنه ألحبىء في سنة 680 ه الى التسليم فقبضوا عليه و جاءوا به الى القاهرة و اودعوه سجنا مظلما و ولوا على دمشق و سائر الشام الامير حسام الدين لاجين
(وفاة قلاون و آثاره)
و لما اطمأن باله في داخليته عكف على تنظيم الوزارة و ما زال يعزل و يولي حتى اقر؟؟؟
على وزارة شمس الدين سنة 685 ه فبقى على دستها زمنا طويلا. ثم اوصى قلاون بولاية العهد لابنه علي و لقبه بالملك الصالح (الثالث) و أخذ منذ ذاك الحين في تدريبه على
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 137