responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 129

ضباطه و كبار جيشه و كانوا قبل ان قبض عليهم قد فروا الى منية ابي عبد اللّه فاسروهم هناك‌

«سلطنة الملك المعظم بن الصالح»

فلما تأكد الفوز للمصريين شهروا وفاة الملك الصالح و مبايعة الملك المعظم طوران شاه فاقام الملك المذكور في فرسكور احتفالا لمبايعته و انتصاره معا. ثم عزل كل من كان في يده ازمة الحكومة من المصريين و ولى مكانهم رجالا ممن جاؤا معه من بين النهرين لانه كان اشد ثقة فيهم فشغب الناس و تحدثوا في ذلك كثيرا. و في غاية محرم ثار عليه المماليك و هموا بقتله و في جملتهم مملوك يدعلى بيبرس. ففرّ الملك المعظم و التجأ الى برج من الخشب كان قد اقامه للحصار في فرسكور. فاحرقوا البرج فالقى بنفسه الى النيل لعله يجد قاربا يركبه فينجو بحياته. فادركه المماليك و قطعوه اربا اربا.

و هكذا كانت نهاية الحملة الصليبية السابعة و موت السلطان الملك المعظم غياث الدين طوران شاه و هو آخر من ملك من الاسرة الايوبية و بموته انقضت دولتهم و قامت دولة المماليك الاولى‌

دولة المماليك الاولى «منشأ المماليك و مبدأ أمرهم في السلطنة»

قد تقدم الكلام عن اصل استخدام المماليك الا تراك في الدولة في ايام المعتصم عند كلامنا عن مبدا الدولة الطولونية. اما السلاطين المماليك فلهم تاريخ آخر في منشأهم و ذلك انهم من قفجاق من شمالي آسيا. و كانت من المستعمرات الاسلامية فكانوا يجعلون عليها ولاة من امراء السلاف الذين كانوا من حكام روسيا. فلما غزا المغوليون تلك الاصقاع تحت قيادة باتو خان حفيد جنكيز خان اخرجوا منها سكان الو لايات القزوينية و القوقاسية فتشتت قبائلهم و تفرقوا في القارة. فالخوارزميون نزلوا اعالي سوريا و ما بين النهرين و حطوا رحالهم هناك. اما بقى من تلك القبائل التئهة فلم يجدوا لهم مقرا يقيمون فيه. فجعلوا يطوفون البلاد باولادهم و نسائهم لا يستقرون على حال و كانت بحارة الرفيق في اباتها فاغتنم تجارها فرصة ثمينة و جعلوا ينتقون من ابناء اولئك المساكين اجملهم صورة و اقواهم؟؟؟ و انورهم عقلا و يبعونهم بيع السلع. اما الضعفاء و قبيحو الصورة فكانوا يذبحونهم. فاكثر امراء سوريا و ملوكها من اقتناء اولئك الارقاء البيض و دعوهم بالمماليك‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست